يبدو أن العلاقات الفرنسية المغربية، عادت أو على الاقل يمهد لها، في مستوياتها الأمنية، بحيث وجه رئيس الشرطة الفرنسية، التماسا من عبد اللطيف حموشي مدير المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، تقديم خبرته لتأمين الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
وكشفت مجلة جون أفريك الفرنسية، بأن باريس بلغت بها المشاكل في مجال الأمن الداخلي ذروتها مرة أخرى، في ظل تحدٍ قريب يرتبط بتنظيم الالعاب الأولمبية، وهو ما دعا طلب ود المغرب". وتساءلت "هل ستتغلب احتياجات فرنسا فيما يتعلق بالتعاون الأمني على الفتور الدبلوماسي بين الرباطوباريس؟".
وقالت إن الزيارة التي قام بها رئيس الشرطة الوطنية الفرنسية، فريديريك فو، إلى الرباط لملاقاة عبد اللطيف حموشي، فيها إشارات على أن هناك مؤشرات توحي بأن التعاون الأمني بين الرباطوباريس سيذوب الفتور الذي تعيشه العلاقة بين البلدين منذ مدة.
واستحضرت جون أفريك بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني الذي أصدرته بخصوص زيارة المسؤول الفرنسي للمغرب وملاقاته للحموشي، حيث أشارت إلى أن الاجتماع تمحور بينهما على مختلف القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك "الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، والهجرة غير الشرعية، والتهديد الإرهابي، ومخاطر الجريمة السيبرانية والجريمة المنظمة العابرة للحدود".
وأكدت ذات المجلة، أن المحاثات بين الطرفين ركّزت بشكل أساسي على «آليات تنفيذ العمليات المشتركة المنفذة في إطار التعاون الثنائي، ولاسيما تأمين الألعاب الأولمبية التي ستقام في باريس الصيف المقبل.
وأوردت أنه"قبل ثمانية أشهر من بدء المنافسات التي ستقام في العاصمة الفرنسية في الفترة من 26 يوليوز إلى 11 غشت 2024، فإن الملف المتشعب لتأمين هذا الحدث الرياضي الدولي الكبير لم يبث فيه بعد"، مشيرا إلى أنه يجب على اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية والسلطات الفرنسية التعامل مع حفل افتتاح غير مسبوق ومعقد لأن العرض سيقام على نهر السين.
ويشكل النقص الهيكلي في اليد العاملة في مهن الأمن الخاص تحديا كبيرا آخر، ناهيك عن ذكرى مظاهرات يونيو 2022 وذكرى الحوادث الخطيرة التي تخللت تنظيم نهائي دوري أبطال أوروبا في ملعب فرنسا في ماي 2022، دون الحديث عن عودة التهديد الإرهابي في فرنسا بسبب الوضع في الشرق الأوسط والذي يفسر الرفع من مستوى الطوارئ إلى "طوارئ الهجوم" – وهو المستوى الأقصى في نظام "Vigipirate" لمكافحة الإرهاب".
تؤكد المجلة أن "خبرة عبد اللطيف حموشي، التي تحظى بتقدير واسع ومعترف بها من قبل مجتمع الاستخبارات الدولي، لدرجة أنها خلقت نوعا من "القوة الناعمة" المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، ستكون هي الحل الأنجع. وبالمناسبة فهو الذي أشرف، بناء على طلب الأمير تميم آل ثاني، على تأمين آخر بطولة كأس عالم لكرة القدم أقيمت في قطر نهاية عام 2022′′.
وأضافت المجلة أن التجربة الناجحة تجعل الرجل الملقب ب"الشرطي الخارق للملك محمد السادس" الشخص المناسب للاستشارة لتعزيز أمن أولمبياد باريس".