Getty Imagesالضربات الجوية الإسرائيلية أدت إلى تدمير مبان عديدة في غزة أعلنت إسرائيل اليوم الاثنين عن فرض حصار شامل على قطاع غزة يتضمن إغلاق المعابر كافة وقطع الإمدادات الكهربائية والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع. يأتي هذا مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية يومها الثالث ومع استمرار القصف الإسرائيلي الانتقامي لأهداف في قطاع غزة رداً على الهجوم الكبير وغير المسبوق الذي شنه مسلحو حركة حماس على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة. وأدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة وإلى تسوية مبان كاملة بالأرض وسط مشاهد من الدمار الواسع. وفي هذه الأثناء استمرت حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية. وساهم هذا كله في تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة ويعاني من حصار مفروض عليه منذ أكثر من 17 عاماً. وقالت الأممالمتحدة الاثنين إن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا من منازلهم في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الأخيرة. وقالت وكالة غوث اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية إن "أكثر من 123,538 شخص أصبحوا نازحين داخل غزة بسبب الخوف وقلق إزاء الحماية وبسبب تدمير منازلهم." وأضافت الوكالة أن أكثر من 73 ألفاً لجأوا إلى المدارس التي خصص البعض منها لتكون ملاجئ طارئة. وقال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنه يتوقع أن ترتفع الأرقام الخاصة بالنازحين. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: "تتوفر الكهرباء في هذه المدارس، ونقدم لهم وجبة غذائية والمياه النقية والدعم النفسي والعلاج الطبي". Getty Imagesفلسطينيون في غزة نزحوا من منازلهم ولجأوا إلى مدارس الأونروا وألقت هذه الأزمة بظلال قاسية على المنظومة الصحية المتهالكة أصلا في القطاع والتي تعاني منذ سنوات من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إن "قيادة الوزارة تبذل جهوداً مكثفة مع المنظمات الإغاثية والدولية من أجل توفير الأدوية والمستهلكات الطبية في ظل ما تشهده المرافق الصحية من نقص حاد جراء الحصار واستمرار العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا"، بحسب ما جاء في البيان. وتعاني معظم المناطق في قطاع غزة من انقطاع في التيار الكهربائي مع وقف إسرائيل تزويد القطاع بالكهرباء. ولا تستطيع محطة توليد الطاقة في غزة توفير أكثر من 20 في المئة من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها غزة. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في تصريحات صحفية له إن استهداف الأحياء السكنية بشكل مباغت وعنيف من قبل الطائرات الإسرائيلية يلقى بظلال قاسية على المنظومة الصحية لا سيما وأنه يتسبب في سقوط ضحايا من قتلى وجرحى في ظل ما وصفه بإمكانيات دوائية بسيطة لديهم قد لا تصمد طويلا أمام حالة الحرب الحالية. وطالب القدرة المجتمع الدولي بمساعدتهم جراء توقف الكهرباء ونقص أكثر من 60% من المستهلكات الطبية. وكان الهلال الأحمر المصري قد سلم مساعدات طبية إلى نظيره الفلسطيني في قطاع غزة، مساء الأحد، وذلك عبر بوابة معبر رفح البري بشمال سيناء. ووفق بيان نشره الهلال الأحمر المصري عبر حسابه على فيسبوك، فإن تلك المساعدات التي تضمنت طنين من الأدوية والمستلزمات الطبية، تُعد دفعة أولى من حزم المساعدات المقدمة. Getty Imagesحماس تواصل إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية يأتي هذا فيما رفعت مشافي محافظة شمال سيناء المتاخمة للقطاع استعداداتها، منذ السبت لاستقبال أي حالات إصابة من قطاع غزة، بسبب الأحداث الجارية هناك، بالتنسيق مع وزارتي الصحة المصرية والفلسطينية، دون ورود تقارير عن وصول حالات فلسطينية حتى الآن. وكان محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، قد طالب جميع الجهات المعنية بالمحافظة بحصر الإمكانات المتاحة والتعرف على طاقة المطاحن والمخابز الحكومية والخاصة والأسواق ومحطات الوقود، والمدارس والوحدات السكنية والأراضي الفضاء لاستخدامها كأماكن إيواء إذا تطلب ذلك، وفق بيان للمحافظة، نُشر مساء أمس. ووصف محمود شلبي، مدير الجمعية الخيرية "العون الطبي للفلسطينيين" في غزة، في حديث له مع مراسل بي بي سي نيوز، رشدي أبو العوف، المستشفى الرئيسي في المدينة بأنه "مسلخ". وقال إن أعداداً كبيرة من الأشخاص تستلقي على الأرض في قسم الطوارئ. وأضاف أن "هناك جثثاً كثيرة في المشرحة وأن العديد من الطواقم الطبية لم تستطع استيعاب التدفق الهائل الذي تستقبله من الإصابات". * "لا أحد يستطيع مساعدتنا"، صدمة وغضب في مدينة عسقلان الإسرائيلية * المستشفى الرئيسي في غزة يعجز أمام تدفق الضحايا جراء القصف الإسرائيلي * ما هي أبرز الأحداث منذ بدء حماس هجومها على إسرائيل وحتى الآن؟ وفي تطور ذي صلة، أعلنت النمسا وألمانيا عن قطع مساعداتها التي كانت تقدمها للفلسطينيين والتي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات وذلك رداً على الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل. ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً الثلاثاء لبحث الوضع وستتم مراجعة المساعدات التنموية التي تقدمها دول الاتحاد للفلسطينيين، وذلك بحسب تصريحات لدبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي. وكانت المساعدات المخصصة للفلسطينيين في موازنة الاتحاد الأوروبي للعام 2022 قد بلغت 296 مليون يورو. ويتوقع مراقبون بأن يكون لذلك نتائج كارثية على الوضع الإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وتقدر الأممالمتحدة أن حوالي 2.1 مليون شخص في الأراضي الفلسطينية يحتاجون لمساعدات إنسانية، من بينهم مليون طفل.