Getty Imagesتحذر منظمات حقوقية من أن الفئات الأضعف، خاصة الأطفال، هم من يدفعون الثمن الأكبر للصراع الدائر في السودان بعد مرور قرابة ثمانية أسابيع على اندلاع الصدام المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا يبدو أن هناك بوادر على قرب انتهاء الصراع المحتدم بين الطرفين، مع زيادة معاناة المدنيين، في ظل تحذيرات دولية من أن الفئات الأضعف، خاصة الأطفال، هم من يدفعون الفاتورة الأكبر للصراع الدائر بين العسكريين. واتهمت بعثة الأممالمتحدة في السودان، 5 يونيو/حزيران 2023، الأطراف المتصارعة بارتكاب انتهاكات "جسيمة" ضد الأطفال، علاوة على عمليات قتل وهجمات ضد المدنيين والمستشفيات. وقالت البعثة الأممية، في بيان، إن مسؤولي حقوق الإنسان "وثقوا عشرات الحوادث، بما في ذلك القتل والاعتقالات وحالات الاختفاء المحتملة والهجمات على المستشفيات والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، التي ارتكبتها أطراف النزاع". كذلك من جانبها، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف"، في 30 من مايو/أيار، من أن "هناك أكثر من 13.6 مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهو أعلى رقم مُسجل على الإطلاق في البلاد". وأضافت "يونيسف"، في بيان صحفي: "يستمر تأثير العنف المستمر في تهديد حياة ومستقبل العائلات والأطفال، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية وتوقف العديد من المرافق الصحية عن العمل أو تعرضها للضرر أو التدمير". وأكدت "يونيسف" أن حاجة أطفال السودان إلى المساعدات الإنسانية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يكافح السكان الأكثر هشاشة للبقاء على قيد الحياة وحماية أنفسهم. ولم يكن وضع أطفال السودان قبل اندلاع الصدام العسكري الأخير مرضيا، إذا كان نحو 9 مليون طفل بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. وتقول أديل خضر، المديرة الإقليمية ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "مع احتدام النزاع في السودان، يستمر الأثر المدمر على الأطفال في الازدياد يوما بعد يوم". وتشدد خضر على أن "هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، إنهم أشخاص لهم عائلات وأحلام وتطلعات. إنهم مستقبل السودان، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يمزق العنف حياتهم. يستحق أطفال السودان فرصة للبقاء والنماء. يجب ألا يدخر جميع الأطراف أي جهد من أجل حماية الأطفال وحقوقهم". وتشير التقارير الأممية إلى أن الوضع الذي كان مأساويا بالنسبة لأطفال السودان قبل النزاع أصبح الآن في مستويات كارثية. وتؤكد تقارير الأممالمتحدة أن "الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات أمر غير منتظم أو غير متاح أو لا يمكن تحمل تكاليفه"، بالنسبة لغالبية السودانيين. وأدى اندلاع النزاع المسلح إلى فرار أكثر من مليون سوداني من ديارهم، من بينهم قرابة 319 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، يعتقد أن نصفهم من الأطفال. "حاجة ملحة إلى مساعدات إنسانية" وعلى الرغم من التحديات المتعلقة بصعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب النزاع القائم، تواصل "يونيسف" ومنظمات إنسانية أخرى، بالتعاون مع شركاء محليين، تقديم المساعدة في السودان. وتمكنت المنظمات العاملة من توفير إمدادات الصحة والمياه والصرف الصحي والتغذية التي تشتد الحاجة إليها في جميع أنحاء البلاد. وتعاني منظمة "يونيسف" من نقص حاد في التمويل، إذ دعت المنظمة المعنية بالأطفال أعضاءها إلى استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق، محذرة من أن عواقب النزوح ونقص الخدمات الاجتماعية الأساسية والحماية سيكون لها آثار مدمرة - وطويلة الأجل - على الأطفال. وناشدت المنظمة الأممية الدول الأعضاء التبرع والمساهمة في جمع نحو 253 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات العاجلة الإضافية، بما في ذلك توسيع نطاق علاج أكثر من 620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وتحذر المنظمات الإنسانية من أن نحو 300 ألف طفل سوداني يواجهون خطر الموت إذا لم يتم مساعدتهم في الوقت المناسب. وأشار تقرير أممي سابق، في 4 من مايو/أيار، إلى مقتل نحو 190 طفلا سودانيا وإصابة 1700 آخرين منذ اندلاع النزاع الأخير. وعلي الرغم من عدم إمكانية الحسم بالأرقام الحقيقة للضحايا الأطفال نتيجة استمرار الصراع، تشير بعض المنظمات الحقوقية إلى أن الأرقام الفعلية قد تتجاوز الأرقام المعلنة نتيجة صعوبة الإحصاء الحالي. وعلى مستوى قطاع التعليم، يواجه أطفال السودان مشكلة تعليمية، إذ أثرت المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بصورة مباشرة على سير العملية الدراسية. ودفع إغلاق المدارس إلى انقطاع آلاف الطلاب عن التعليم، حيث تعطل قطاع التعليم كليا في ولاية الخرطوم بسبب تضرر المدارس جراء الحرب، فضلا عن المخاوف الأمنية. وكان أطفال السودان يعانون، على المستوى التعليمي قبل اندلاع الصراع الأخير، إذ يشير تقرير منظمة "يونيسف"، في سبتمبر/أيلول 2022، إلى أن نحو 6.9 مليون طفل سوداني، أي طفل من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة، غير ملتحقين بالعملية الدراسية. كذلك، لا يتمتع السودان ببنية تحتية تمكنه من استمرار تعليم الأطفال عن بعد. ولا يختلف وضع القطاع الصحي كثيرا، إذا أدى الصراع الدائر إلى استهداف العديد من المنشآت الصحية. ويقدر عدد سكان السودان بنحو 46 مليون نسمة، ويشكل الأطفال نحو نصف عدد السكان. ودعت الأممالمتحدة الأطراف المتصارعة إلى ضمان عدم وقوع الأطفال على خط النار، بما في ذلك وقف استهداف المراكز الصحية والمدارس ومحطات المياه. وفي محاولة لتجنيب المدنيين السودانيين تكلفة الصراع، وُقعت عدة اتفاقيات للهدنة بين ممثلين عن قوات الجيش وقوات الدعم السريع لتوفير ممرات آمنة للمدنيين وعدم استهداف المنشآت الصحية والتعليمية، إلا أن هذه الهدن لم تنجح في تجنيب السودانيين عامة، وأطفال السودان خاصة، تكلفة الحرب الدائرة. ويبقى الحل الوحيد لحماية أطفال السودان هو الوصول إلى حل ينهي الصراع الدائر بين العسكريين. برأيكم، * كيف أثرت الحرب الدائرة في أوضاع أطفال السودان؟ * كيف يمكن حماية أطفال السودان في ظل الصراع الدائر في البلاد؟ * هل يبذل المجتمع الدولي جهدا كافيا لإنهاء الحرب وحماية أطفال السودان؟ * هل يتحمل طرفا الصراع مسؤولية تدهور أوضاع أطفال السودان؟ * وإذا كنتم سودانيين في الداخل أو الخارج حدثونا عن تأثير الحرب في أطفالكم؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 12 يونيو/حزيران خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:Linkhttps://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب