تحالفت عليها الأقدار و متاعب الدنيا وضيق ذات الحال و الإعاقة، لتتحول حياتها إلى جحيم يومي يبدأ بالجوع وينتهي بالتذمر، هي قصة مؤلمة لأم تعيش رفقة ابنتها المعاقة ذهنيا وجسديا، مولدة أسرة تعيش على وقع الإهمال والتهميش. هناك بحي ليساسفة بحجرة مظلمة بنواحي الدارالبيضاء تحكي "فاطمة" ل"الأيام24" تفاصيل حياتها اليومية مع الفقر والجوع والعطش والمرض وقلة من يعينها ، راسمة حياة كلها بؤس وآلام وآهات، فالزوج الذي كان يعيل الأسرة طلقها وتركها بشكل مفاجئ وفي حيرة من أمرها، إذ ماتزال جاهلة لمكانه منذ سنوات، وإن كان حيا أو ميتا. تحكي فاطمة وعلامات الحزن والأسى بادية على محياها، فهي تعيش ظروف معيشية قاسية، رفقة ابنتها "المعاقة" البالغة من العمر 19 سنة، فمنذ ولادتها وهي تعاني الأمرين، فالأم هي من يطعمها ويلبسها، وإلى اليوم ما تزال ابنتها تستعمل "الحفاظات" في حياتها اليومية، ونظرا لظروفها الاقتصادية المزرية، عمدت إلى تعويضها ب"الأكياس البلاستيكية"، التي باتت تقوم مقام "واقيات البول"، في منظر يعجز اللسان عن التعليق عليه. عملها اليومي المضني، في البيوت كخادمة هو عنوان رحلتها للبحث عن قوت يومها ، ولسد حاجيات الدواء وثمن كراء الحجرة التي"تقبع" فيها وابنتها.
إنها قصة مؤلمة، لأسرة فقيرة تصارع من أجل البقاء، فلا ماء ولا دواء ولا طعام، إلا بما جادت به أيادي المحسنين ، تناشدكم يا أصحاب القلوب الرحيمة لتهبوا وتلبوا النداء.