قال مذيع قناة الجزيرة محمد كريشان، ذو الأصل التونسي، في جواب على سؤال ل"الأيام 24″ حول موقفه من قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد، بعد استقباله لزعيم جبهة البوليساريو بشكل رسمي، إن قيس سعيد دمر أحد المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية التونسية فيما يتعلق بهذه القضية. وأضاف كريشان، الذي كان يتحدث بحضور السفير المغربي بتونس، حسن طارق، والذي تم استدعاؤه بعد استقبال سعيد لغالي، أن تاريخ تونس يرتكز على ثوابت في الدبلوماسية لديها مع بورقيبة وحافظ عليها بنعلي، مؤكدا في الآن ذاته، أنه "كان يجب على هذه المبادئ أن تستمر".
وقال المتحدث نفسه: " نحن في نزاع الصحراء لا نصطف مع أحد، ولا نحاول أن نكون جزاء من التكتلات الإقليمية "، مستدركا " لكن للأسف هذا المبدأ ضُربَ من قبل الرئاسة التونسية في السنتين الماضيتين، وهذا مؤسف.. وهذا مؤسف".
وكان كريشان قد قال في تغريدة له على موقع "تويتر" أنها "سقطة تاريخية فادحة في تعامل الدولة التونسية مع قضية الصحراء. كان تقليدا راسخا لعقود حرص تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال.. إلى أن جاءت خطوة قيس سعيّد لتنسف كل ذلك.. تماما كما نسف كل مقومات الديمقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها. الله المستعان". سقطة تاريخية فادحة في تعامل الدولة التونسية مع قضية الصحراء. كان تقليدا راسخا لعقود حرص تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال.. إلى أن جاءت خطوة قيس سعيّد لتنسف كل ذلك.. تماما كما نسف كل مقومات الديمقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها. الله المستعان. — محمد كريشان (@MhamedKrichen) August 26, 2022 يذكر أن قرر المغرب، استدعاء سفيره بتونس للتشاور، وذلك مباشرة بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، يوم الجمعة 26 غشت 2022، من طرف الرئيس التونسي قيس سعيد في مراسم رسمية، بعد نزوله ضيفا على العاصمة تونس، للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8"، التي ستحتضنها تونس يومي 27 و28 غشت 2022.
وأفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن القرار يأتي بعد أن تعددت المواقف والأفعال السلبية من تونس تجاه المملكة ومصالحها العليا، مضيفة أنه "قررنا استدعاء سفيرنا لدى تونس وعدم المشاركة في القمة اليابانية المقررة هناك".
وفي خُطوة اعتبرها المتابعون للشأن الدولي مُعادية للمغرب، وصلت الطائرة التابعة للرئاسة الجزائرية، والتي تقل زعيم جبهة البوليساريو للعاصمة التونسية، حيث كان أول المستقبلين له الرئيس التونسي، قيس سعيد، في مطار قرطاج الدولي.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه المغرب وعدد من الدول الإفريقية الصديقة للمملكة يُطالبون بطرد الكيان الوهمي من الإتحاد وإلغاء مشاركاتها بالقمم الإفريقية، فإن دعوة البوليساريو للمشاركة في قمة "تيكاد" الإفريقية اليابانية المرتقبة، أتت بفعل ضغوط من الجزائر وحلفائها في الاتحاد الإفريقي، بمُبرر كونها عضو بالاتحاد.