فاز بولا تينوبو، مرشّح الحزب الحاكم في نيجيريا، بالانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت الماضي، بعدما كشفت اللجنة الوطنية للانتخابات أن تينوبو حصل على 8,8 ملايين صوت في الاقتراع الذي شهد أكبر منافسة في تاريخ نيجيريا الديموقراطي. حيث تقدم على منافسَيه الرئيسيَّين عتيق أبو بكر، مرشّح حزب الشعب الديموقراطي الذي حصل على 6,9 ملايين صوت وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمّال الذي حصد 6,1 ملايين صوت. الرئيس المنتخب، عبر في خطاب له عن إعجابه بالمغرب، حيث قال بولا تينوبو: إن نيجيريا يمكن أن تبني أمة مثل المغرب. وذلك بعدما أكد أن هناك أشياء يمكن تحقيقيها في خلال الحملات الانتخابية كمرشح رئاسي في الانتخابات التمهيدية التي اختتمت الأربعاء السابق، في ساحة إيجل سكوير لمؤتمر APC، السنة الماضية.
وقال المتحدث نفسه، بحسب ما نقلته صحيفة " punchng " النيجيرية، "نحن نواجه مشاكل خطيرة، لكنني أؤمن بأننا نمتلك قوة بداخلنا للوصول إلى أفضل النتائج". قائلا "بعون الله، سنجعل هذه الأمة أفضل للأجيال القادمة".
وأضاف الصحيفة نفسها، أن الرئيس السابق محمدو بوخاري، " قد أرسى بالفعل أساسًا متينًا في الأمن والاقتصاد ومكافحة الفساد".
وتُطرح العديد من الأسئلة حول نتائج هذه الانتخابات الرئاسية ومدى تأثيرها على علاقات الدولة الغازية وذات الكثافة السكانية الأكبر في إفريقيا من الناحية الدبلوماسية الخارجية، خاصة في علاقتها مع غرب إفريقيا ومشروع الغاز نيجيريا المغرب، إضافة إلى اتفاقيات الشراكة والتعاون التي تم توقيعها إبان زيارة الملك محمد السادس لنيجيريا سنة 2016، إضافة للزيارة الرسمية للرئيس محمد بخاري للمغرب سنة 2018.
وأطلق مشروع أنبوب الغاز في دجنبر2016، حيث تم إطلاق دراسة الجدوى في ماي 2017، كما وقع المغرب ونيجيريا ودول غرب إفريقيا، خلا شهر شتنبر الماضي بالرباط، مذكرة تفاهم لتأسيس خط أبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا. والذي سيعبر 13 دولة في غرب إفريقيا قبل أن يصل إلى أوروبا، بحيث سيمتد على طول 5660 كلم، والذي تقدر تكلفته ما بين 25 و30 مليار دولار.
كما أطلق الملك والرئيس النيجيري، شراكة استراتيجية لتنمية صناعة الأسمدة بنيجيريا، في إطار رؤية مشتركة للبلدين، من أجل تنمية إفريقيا، وفي إطار إرادة قوية لتقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية. حيث تروم هذه الشراكة أيضا تطوير منصة لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، وبالتالي المساهمة في تطوير سوق الأسمدة في هذا البلد.
وتعليقا على الموضوع، قال الشرقاوي الروداني، الخبير الإستراتيجي، إن العلاقات المغربية النيجيرية، علاقات استراتيجية بالنظر إلى المشاريع المهيكلة التي تجمع البلدين وعلى رأسها أنبوب الغاز وكذلك تدبير الفلاحة النيجيرية، إضافة إلى التعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة وخاصة شمال نيجيريا، والتعاون الاقتصادي في منطقة غرب إفريقيا.
وأوضح الروداني في تصريحه لموقع "الأيام 24′′، أن المحور المغربي النيجيري هو محور إستراتيجي لا يتغير بتغير الرؤساء، مبرزا أن هناك وعي تام لدور المغرب في العديد من المعادلات الاقتصادية والطاقية وكذلك دور المغرب ونيجيريا داخل الاتحاد الإفريقي وكذا الاندماج المنشود داخل القارة.
وأضاف المتحدث نفسه، أن وصول أي رئيس لسدة الحكم لا يغير العلاقات الحالية بين نيجيريا والمغرب بقدر ما يمكن أن تتطور إلى مستويات أخرى، بالنظر لوجود العديد من القطاعات التي تحتاج إلى تطوير هذه العلاقات وتقوية الشراكة المغربية النيجيرية، التي بدأت منذ سنة 2016 تحت ما يسمى ب"الاستدراك الإستراتيجي" من طرف البلدين لتثيبت هذه العلاقة بما يخدم مصلحة البلدين والشعوب الإفريقية.
وأشار الخبير الإستراتيجي إلى ان الانتخابات النيجيرية تأتي في سياقات متعددة، ومنها ما بعد جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية والاهتمام الكبير بالطاقة، مشيرا في الآن ذاته، إلى أن هذا ما يجعل نيجيريا تحتاج إلى فرص لتدبير مجموعة من الأمور المرتبطة بمحددات قوتها كمركز ثقل لإنتاج الغاز وتصديره نحو دول غرب أوروبا.