وجد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم في وليد الركراكي العصفور النادر الذي كان يبحث عنه لسد فراغ كبير عاشه المنتخب الوطني الأول وترميم ما خرّبه اليوغوسلافي العنيد وحيد خليلوزيتش، فالذي تفرضه الأخلاق وموقع المسؤولية هو اعتذار الرئيس الذي لا يصدر قرار دون توقيعه. الوزير المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة هو وحده يعلم كم كلف وحيد خليلوزيتش خزينة الجامعة الملكية ويحفظ تفاصيل التقارير المالية عن إخفاقات ثلاث سنوات مع مدرب هو من اختاره وجاء به ليعوض هيرفي رونار والفارق شاسع بين المدرستين.
لقد كان لقجع محظوظا بتألق المنتخب الوطني مع الركراكي ليخفي ما تبقى من الصورة الباهتة لحقبة وحيد، لكن ذلك لا يعفيه من واجب الاعتذار فهو من قرر وأد كل هذه المتعة التي يقدمها اللاعبون المغاربة بتعاقده مع مدرب هو بلسانه قال في حوار مع القناة الفرنسية الأولى: "أنا مدرب متسلط".
بسبب وحيد عاش المنتخب سنوات من الضياع لا يعرف أين الوجهة ومتى التوقف للتقييم وكيف السبيل لتحرير طاقة هذه المواهب، وخسر حكيم زياش ثلاث سنوات من مساره الاحترافي أثرت فيما يبدو على نفسيته وعلى أدائه مع شيلسي الانجليزي، ولسوء حظه حتى في لندن وجد مدربا يشبه وحيد في كل شيء إلا الجنسية، بسببه كدنا نخسر شابا حاربا كل هولندا بيمينها المتطرف الذي لا يقدر على مواجهته السياسيون المحنّكون، قاومهم حكيم كلهم لأجل ارتداء القميص الوطني.
بسبب وحيد خليلوزيتش كاد المنتخب المغربي يخسر لاعبا من الطراز النادر، فقط لأنه رفض شرب الماء أثناء التداريب، وفي تحليل رصين لتكتيك المنتخب الوطني ضد بلجيكا أبرزت صحيفة "ذي أتليتيك" البريطانية كيف كان نصير مزراوي في قمة الدهاء التكتيكي لمّا طبق خطة معقدة لمراقبة دي بروين وإيدن هازارد.
نسينا حقبة وحيد سيدي الرئيس، لكن يجب أن يعتذر فوزي لقجع فهو من جاء بالمدرب بادو الزاكي وأسقطه فجأة ثم تعاقد مع هيرفي رونار وبعده جاء بوحيد خليلوزيتش ومنحه الحق الكامل في التصرف حتى وصل مستوى التعنيف اللفظي للاعبين والصحفيين.