Reuters اعتذر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ عام 2017، وقال في كلمته مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ - COP27 - إن من واجب ومسؤولية كل دولة أن تعمل على قضايا المناخ. واعتبر بايدن أن الولاياتالمتحدة "رائدة في مجال المناخ عالميا بعد أن أصدرت قوانين شاملة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري". وقال بايدن: "إن أزمة المناخ تتعلق بالأمن البشري والأمن الاقتصادي والبيئي والأمن القومي وحياة الكوكب ذاتها". وأعلن بايدن في كلمته التي استمرت لنحو عشرين دقيقة أن "بلاده أصبحت أول دولة تطالب أكبر مورديها بالكشف عن نسبة انبعاثاتهم، وبدأت مطالبتهم بوضع خطط داخلية تتوافق مع قواعد مؤتمر باريس للمناخ لخفض الانبعاثات". مؤتمر المناخ 2022: لماذا يتحدث الجميع عن "الخسائر والأضرار"؟ البلدان النامية "تحتاج تريليوني دولار سنويا" لإيقاف الاحتباس الحراري وأضاف بايدن خلال كلمته أن بلاده ستقدم 150 مليون دولار لدعم مبادرات التكيف مع المناخ في إفريقيا، كما ستحصل مصر على 500 مليون دولار إضافية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي للمساعدة في تمويل الانتقال للطاقة النظيفة. وتابع الرئيس الأمريكي أن الأزمات المناخية تضرب بقوة المناطق الأقل امتلاكا للموارد حول العالم، لذلك تعهدت إدارته العام الماضي بالعمل مع الكونغرس لمضاعفة التمويل الدولي للمناخ أربعة أضعاف بحلول عام 2024، ليصل إلى 11 مليار دولار سنويا تتضمن 3 مليارات للتكيف مع التغير المناخي، مؤكدا أنه سيحارب لرؤية هذا التعهد واقعا على الأرض. وكرر تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يوم الاثنين، بأن الحرب الروسية في أوكرانيا سبب للعمل بشكل أسرع بشأن المناخ. وأشار إلى أن السنوات الثماني الماضية كانت الأكثر دفئا على الإطلاق، وأشار إلى آثار تغير المناخ على الدول الأفريقية، بما في ذلك الجفاف الذي دام أربع سنوات في القرن الأفريقي. ووعد بايدن بتشديد القواعد الأمريكية بشأن انبعاثات غاز الميثان من شركات النفط والغاز. والميثان هو أقوى الغازات الدفيئة ويساهم بشكل كبير في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض. * مؤتمر المناخ 2022: ما هو الأثر المناخي للطائرات الخاصة التي سافرت إلى شرم الشيخ؟ * تغير المناخ: الولاياتالمتحدة تنسحب رسميا من اتفاقية باريس * مؤتمر المناخ 2022: "إشارة استغاثة" في مواجهة "وقائع الفوضى المناخية" وقال "اليوم، بفضل الإجراءات التي اتخذناها، يمكنني الوقوف هنا كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية وأقول بثقة إن الولاياتالمتحدة ستحقق أهدافنا المتعلقة بالانبعاثات بحلول عام 2030". وقال محمد أدو، مدير مركز أبحاث المناخ والطاقة "باور شفت أفريكا": "يأتي جو بايدن إلى مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ - كوب 27 - ويقدم وعودا جديدة لكن وعوده القديمة لم يتم الوفاء بها. أفضل أن أمتلك تفاحة واحدة في يدي بدلا من وعد بخمسة تفاحات لن يأتي أبدا". وقال رئيس معهد الموارد العالمية آني داسغوبتا: "الحقيقة المزعجة هي أن أداء الولاياتالمتحدة متدنٍ للغاية فيما يتعلق بالتزاماتها الدولية المتعلقة بتمويل المناخ". ويوجد حوالي 35 ألف شخص في شرم الشيخ لحضور الاجتماع الذي يستمر أسبوعين. Reuters شارك العديد من نشطاء البيئة وأعضاء المنظمات غير الحكومية في كوب 27 في شرم الشيخ المصرية في أغسطس/آب، أقرت الولاياتالمتحدة تشريعا لمعالجة تغير المناخ وصفه الخبراء بأنه "جذري وتاريخي". ويمكن لقانون خفض التضخم أن يقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولاياتالمتحدة بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2030. وكان حزب بايدن الديمقراطي يخشى أن يخسر مقاعد حاسمة في انتخابات التجديد النصفي يوم الثلاثاء، مما قد يضعف أجندته المناخية. لكنها كانت أفضل من المتوقع. ويقول دان لاشوف، مدير معهد الموارد العالمية بالولاياتالمتحدة: "بينما لا تزال السيطرة على الكونغرس قيد التحديد، هناك شيء واحد مؤكد: الاستثمارات الضخمة الصديقة للمناخ في قانون الحد من التضخم ستبقى". كما أجرى بايدن محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسط قلق متزايد بشأن مصير الناشط البريطاني المصري المسجون المؤيد للديمقراطية علاء عبد الفتاح. ولم يكن هناك تأكيد مستقل بشأن حالة علاء عبد الفتاح منذ أن قيل إنه تلقى "تدخلا طبيا" يوم الخميس، بعد أيام من بدء إضرابه عن تناول المياه كجزء من إضراب طويل عن الطعام. ويعد اليوم السادس من مؤتمر المناخ، ويركز على تنفيذ الوعود الطموحة التي قُطعت في COP26 في غلاسكو العام الماضي. فقد دعت الدول الضعيفة الدول الأكثر ثراء إلى دفع ثمن الأضرار التي لا رجعة فيها لحطام منازلها بسبب تغير المناخ. ومن أجل لفت الأنظار لخطورة الموقف قال رئيس وزرء البهاماس، فيليب ديفيس، الثلاثاء : "لن نستسلم...إن البديل يرسلنا إلى قبر مائي"، وحث الدول على "أن تتعامل بواقعية" وأضاف "يقولون إن الدول المتقدمة مدينة بهذه الأموال لأنها أصبحت غنية بعد عقود من استخدام الوقود الأحفوري". وعلى النقيض من ذلك، فإن العديد من البلدان الأقل نموا، ولا سيما الدول الجزرية الصغيرة الأكثر عرضة للخطر، لم تسهم بأي شيء تقريبا في مجموع الانبعاثات. لقد تجنبت الدول الأكثر ثراء تاريخيا مسألة التعويضات، لكن القضية التي يشار إليها باسم "الخسارة والأضرار" وُضعت على جدول أعمال مؤتمر الأطراف هذا العام لأول مرة منذ بدء مؤتمرات القمة قبل 30 عاما. وفي تذكير بالخطر الذي يواجهه العالم، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للقمة "نحن على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دواسة البنزين". وحذر تقرير يوم الجمعة من أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) ترتفع بسرعة كبيرة لدرجة أن هناك فرصة بنسبة 50 في المئة أن يتجاوز العالم قريبا عتبة درجة الحرارة الحاسمة البالغة 1.5 درجة مئوية.