في إطار جهود الوساطة لحل أسوأ خلاف خليجي تشهده المنطقة منذ سنوات، يعمل المغرب مع دول عربية اختارت الحياد في الخلاف الخليجي، من أجل حل أزمة قطر، ودول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، دبلوماسيا. وقطعت السعودية ومصر والبحرين والإمارات العلاقات مع قطر الأسبوع الماضي واتهمتها بدعم الإسلاميين المتشددين وإيران. وتنفي الدوحة هذه الاتهامات. وتأتي المبادرة المغربية، رفقة دول عربية، عقب دعوة الملك محمد السادس، جميع أطراف أزمة "الحصار المفروض على قطر"، "إلى مزيد من التروي والحكمة، من أجل تهدئة الوضع، وتجاوز هذه الأزمة، من خلال إصلاح المسببات التي قادت إليها، وفق الروح التي طالما سادت داخل دول مجلس التعاون الخليجي". ومن المنتظر، أن يزور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، غدا الثلاثاء، دولة الكويت، التي يقود أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كذلك، وساطة لحل الخلاف الخليجي، لم تسفر، لحد الساعة عن أي نتائج أو تطورات بخصوص هذه الأزمة الخليجية، التي لم يسبق لها مثيلا. وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، قال: "إن المملكة المغربية، التي تربطها علاقة خاصة بدول الخليج، رغم البعد الجغرافي، تشعر بأنها معنية بهذه الأزمة دون أن تكون في خضمها". كما ورد في البلاغ، "استعداد المغرب، إذا ما وافقت الأطراف، فتح حوار هادئ ورصين، قوامه عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات". وذكر البلاغ، أنه "منذ اندلاع الأزمة بين دول الخليج، قام الملك محمد السادس، باتصالات موسعة ومستمرة مع مختلف الأطراف". وأفاد البلاغ أن "المملكة تتابع بانشغال بالغ، تدهور العلاقات خلال الأيام الأخيرة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وبلدان عربية أخرى من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى"، وفق تعبير بلاغ الخارجية المغربية. وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو 2017، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق منافذها الجوية والبحرية معها، فارضة بذلك حصارا على الدوحة متهمة إياها ب "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته قطر جملة وتفصيلا. وعطل الخلاف السفر وفرق عائلات وقطع العلاقات التجارية وأثار الارتباك في أوساط البنوك والشركات في حين عمق الانقسامات بين حلفاء كل طرف الذين يقاتلون في حروب وصراعات سياسية من ليبيا إلى اليمن.