بالرغم من إخفاقها في الاقتراع المباشر بفارق 49 صوتا فقط، عن منافستها من تحالف اليمين، دخلت وداد البقالي، للبرلماني الإيطالي من بابه الواسع من خلال ترشحها في اللائحة الانتخابية على مستوى جهة إيميليا رومانيا، لتتمكن بذلك من الظفر بمقعد برلماني في الغرفة (لاكاميرا) الأولى بالبرلمان الإيطالي، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية الإيطالية يوم الاثنين 26 شتنبر الجاري. وأصبحت المغربية، البقالي، ذات ال36 عاما، من أن تُصبح ثالث برلماني إيطالي من أصول مغربية، وصل إلى قلب البرلمان الإيطالي؛ حيث كانت سعاد السباعي أول مغربية تدخل البرلمان الإيطالي في الدورة التشريعية الممتدة بين 2008-2013، ثم تبعها بعد ذلك خالد شوقي.
من تكون البقالي؟ وداد البقالي التي تتولى حاليا رئاسة مجلس المستشارين الجماعيين في بلدية رافينا، في إيطاليا، وُلدت في مدينة أكادير، وعاشت لفترة في حي أسايس في مدينة انزكان، قبل الانتقال برفقة أسرتها للعيش في إيطاليا.
وتقول البقالي، في حديثها عن نفسها "عندما كنت في الثانية من عمري انضممنا مع والدتي وأختي إلى والدي في إميليا رومانيا، قصة عائلتي تشبه قصة العديد من الأشخاص الآخرين الذين بنوا حياتهم في إيطاليا والذين هم مواطنون إيطاليون بالاختيار والحق".
شغف السياسة "لقد رافقني الشغف السياسي منذ شبابي، لقد حفزني الشعور بالعدالة والرغبة في أن أكون جزءًا نشطًا في العمل الجماعي وقادني إلى الالتزام النشط منذ سنوات الدراسة وشباب اليسار" بهذه الكلمات تتحدث وداد، في حديث إعلامي سابق، عن شغفها بالمجال السياسي، واستقائها من مختلف التجارب الدولية التي اكتسبتها في برلمان الشباب الأوروبي.
وتخرّجت البقالي من جامعة بولونيا، بعد أن اختارت خوض غمار تخصص العلوم السياسية، وانخرطت مبكرا في صفوف الحزب الديمقراطي حيث تدرجت في مختلف فئاته، انطلاقا من الشبيبة وصولا إلى قيادة الحزب الجهوية، فيما تتمتع كذلك بمسؤولية في بلدية رافينا، وعملت في وقت سابق نائبة للعمدة مكلفة بملفات مهمة كالتعليم والثقافة.
وتجدر الإشارة، أن النتائج الأولية للانتخابات بإيطاليا، التي جرت يوم الأحد المنصرم، كانت قد أظهرت تقدم اليمين المتطرف، بفوز جورجيا ميلوني، لتكون أول رئيسة للوزراء في تاريخ هذا البلد؛ لتتخذ إيطاليا، إثر ذلك، منحى القوة الاقتصادية الثالثة في الاتحاد الأوروبي، وأحد الأعضاء المؤسسين له، منعطفا حادا نحو اليمين.
ومن المقرر أن تنطلق ميلوني بتشكيل حكومة ائتلافية، ستتم وفق جُملة من المتابعون للشأن الدولي، بغلبة الساسة اليمينيون، فيما ارتفعت استفسارات مختلف الجالية العربية المتواجدين في إيطاليا، من قبيل: هل سيؤدي وصول ميلوني للسلطة إلى إغلاق حدود إيطاليا؟