"السكين وصل للعظم" هكذا علق الحسن الثاني على أحداث يونيو 1984، قبل أن يسترسل صابا جام غضبه على مثيري تلك الأحداث، في واحد من الخطابات النادرة المتلفزة للملك الراحل الحسن الثاني، حيث تملكه غضب شديد بعد أحداث الاضطرابات التي عرفتها عدد من مدن الشمال ومراكش سنة 1984، لم يخف الحسن الثاني غضبه من مثيري تلك الأحداث التي تخمد شرارتها إلا بعد تدخل وحدات من الجيش المغربي، في هذا الخطاب المتلفز خرج الحسن الثاني عن اللباقة المعتادة في خطاباته، وحرص حتى قبل أن يجلس فوق الكرسي لإلقاء خطابه على أن يبدو متشنجا وأن ما سيقوله لن يروق الجهات المعنية به. استعان الحسن الثاني بقاموس الشارع لتوجيه رسائله الواضحة لخصومه السياسيين، حيث وصف مثيري الشغب ب"الأوباش" و"الدراري" وأنه لن يتردد في استعمال القوة لمواجهة من يرفع في وجهه شعار ارحل، حيث استعمل الحسن الثاني عبارة "نخلي دار بوهم" ردا على من سيردد كلمة يسقط خلال تجوال موكبه. وفي ما يلي أهم المقاطع الساخنة في ذلك الخطاب: "شافوها في وجهي.. سمعوها فكلامي.. ومن الرنة من الصوت نتاعي.. واش المغاربة رجعو خفاف رجعتوا دراري.. وصلنا لهاد الحد.. بواسطة إما الأطفال أو الأوباش.. الأوباش في الناظور، الحسيمة، تطوان، القصر الكبير، الأوباش العاطلين اللي عايشين بالتهريب والسرقة.. واستعملوا في مراكش، كما هو الشأن عند جميع المشاغبين، استعملوا الدراري الصغار هوما الأولين.. استعملوهم في المظاهرات إيوا أسيدي أنا كنقول لكم دوك الأوباش راهم مشاو للحبس. والدراري خاصهم يعرفوا هاد الطلبة والتلاميذ راهم من أجلهم باش غلات المعيشة .. وكنقول لهاد الدراري الصغار مابقينش يعاودوا يتزاحمو معانا راه الأمر تعطى باش حتى هوما يجري عليهم ما جرى على الكبار.. إذن نكونوا عفاكم متفقين على هاد الشي .. الناس ديال الشمال راهم عارفين ولي العهد وأحسن مايعرفوش الحسن الثاني في هاد الباب يعرفو الحسن الثاني اللي مولفين عليه أما أنا راني كنعرفخم وهوما كيعرفوني.. أهل مراكش كنت قررت نمشي نرتاح في مراكش مبقيتش غادي نمشي تما.. ماشي خوف منهم، خاصهم يرجعو عن غيرهم.. والسلام عليكم ورحمة الله".