أدانت "اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس" ما وصفته بالانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى، والتي تصاعدت خلال الأيام الماضية وأدت إلى وقوع مئات الإصابات والاعتقالات. وحذرت اللجنة في بيانها من أن هذه "الانتهاكات تمثل استفزازا صارخًا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة". وطالب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بإغلاق باب المغاربة في المسجد الأقصى ومنع دخول غير المسلمين في العشر الأواخر من رمضان، واصفا المقدسات في القدس بأنها أمر ثابت جامع فوق السياسة، وأضاف بأن الأردن سيتخذ كل الخطوات من أجل حماية القدس والمقدسات فيها. وأكد الصفدي على ما ورد في البيان بضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي، والعودة إلى ما كان عليه قبل عام 2000، بما يضمن احترام أن "المسجد الأقصى والحرم القدسي، بمساحته البالغة مائة وأربعة وأربعين دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، حيث تكون الزيارة لغير المسلمين إليه بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية". أما وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، فاتهم إسرائيل بالعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، قائلا إن "إسرائيل تنتهك حق الفلسطينيين في العبادة، كما تنتهك الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى". وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن الأمانة العامة للجامعة ستعطي الاجتماع أكبر قدر من الزخم الدولي أمام الأممالمتحدة، حيث دعا البيان مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بالقدس الشرقية. وأكد البيان ضرورة وقف اسرائيل الممارسات التصعيدية في جميع الأراضي الفلسطينية، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف جميع الاجراءات التي تهدد الأمن والسلم، وتقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل. وشارك في الاجتماع الطارئ ل" اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدسالمحتلة" الأمين العام للجامعة العربية، إلى جانب الإمارات بصفتها الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، ووزراء خارجية كل من مصر وقطر وفلسطين والمغرب وتونس. اشتباكات المسجد الأقصى تشعل مواقع التواصل في العالم العربي كيف تصاعدت حدة التوترات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد أكد خلال ترؤسه اجتماعا افتراضيًا بشأن التطورات الأخيرة في القدس ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم، معتبرًا أن حماية القدس ومقدساتها ستبقى أولوية أردنية للحفاظ على هوية المدينة. ودعا الأردن اللجنة التي ترأسها المملكة وتضم في عضويتها كلاً من فلسطين والجزائر والسعودية ومصر والمغرب وتونس بصفتها رئيس القمة العربية للاجتماع لبحث الأوضاع في القدس وسبل وقف التصعيد واستعادة التهدئة الشاملة بعد نحو شهر من العنف الدامي المستمر في إسرائيل والضفة الغربية. ويُعد اجتماع اليوم رابع اجتماع للجنة التي شكلها المجلس الوزاري للجامعة العربية العام الماضي 2021، حيث عقدت اللجنة اجتماعها الأخير في القاهرة على هامش أعمال الدورة العادية 157 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في سبتمبر/ أيلول الماضي. وتشكلت اللجنة الوزارية العربية بموجب قرار جامعة الدول العربية رقم 8660 الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته غير العادية "بشأن الانتهاكات الإسرائيلة في حق القدس وأهلها بما في ذلك المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح" والتي عقدت بتاريخ 2021/05/11. وتهدف اللجنة إلى إدامة التنسيق والتشاور بين الدول الأعضاء فيها، والتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دوليا وإقليميًا لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس. ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم واحد من لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وفدا أميركيا، ضمّ مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة يائيل ليمبرت، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو، أكد خلاله الصفدي ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى والحرم القدسي وضمان حرية المصلين لاستعادة الهدوء في القدس. BBC وكان الصفدي قد أجرى محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ركّزت على الأوضاع في القدس وسبل إنهاء التصعيد وإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل الأزمة، فيما يواصل الوفد الأمريكي زيارته للمنطقة لعقد اجتماعات في إسرائيل والضفة الغربيةوالأردن ومصر. وأدى تفاقم المواجهات في الضفة الغربية إلى زيادة المخاوف من انفجار الأوضاع، حيث تزامن شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي وعيد القيامة لدى المسيحيين.