عادت الجزائر، إلى كيل تهما إلى الرباط بالوقوف وراء مقتل مدنيين في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، باستخدام أسلحة متطورة، دون تسمية موقع الحادثة أو تسمية الدول المشار لها، وسعت كعادتها إلى تأجيج العلاقات بين البلدين، وضخ كمية جديدة من الزيت في نار هذه العلاقات الملتهبة من جانبها والباردة من جانب المغرب، الذي يستخدم أسلوب التجاهل في الرد على تلك الاستفزازات. وعن بلاغ الخارجية الجزائرية بشأن المغرب، يرى محمد شقير، المحلل السياسي، أن "خرجة الدبلوماسية الجزائرية، لا يوجد أي سياق لفهمها، باستثناء ربطها بالتطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء المغربية، والمكاسب السياسية التي حققها المغرب بشأن الوحدة الترابية للمملكة، خاصة بعد موقف إسبانيا بدعم مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء".
واعتبر شقير، في تصريح ل"الأيام24″، أن الجزائر تصعد بهذا الشكل نحو المغرب، وإصدار الدبلوماسية الجزائرية بلاغات تندد بالضربات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية لحماية حدود المملكة، بطبيعة الحال هذه المسألة من الصعب تحديد مدى صحتها ولكن في منطقة النزاع إذ ما كانت هناك تحركات فأكيد أن الجيش المغربي سيرد عليها بقوة، وهو ما سبق أن عبر عليه المغرب بشكل واضح من أنه سيرد على كل المحاولات التي تحاول تهديد أراضي الصحراء المغربية.
ولفت المحلل السياسي، أن "الجزائر بطبيعة الحال تحاول تصعيد تجاه المغرب، والبلاغ الأخير للخارجية الجزائرية، يتضمن عبارات هذا النوع من التصعيد، وكلها بلاغات وتصريحات تعكس إلى حد الوضع الذي وصلت إليه الجزائر".
وأوضح شقير، أن "المغرب يواجه كل هذه البلاغات والتصريحات بصمت، والتزام الرباط الصمت يفرغ كل التصريحات من كل محتوى، ويجعل الدبلوماسية الجزائرية تغرد لوحدها، ومن المنتظر أن هذه التصريحات أن ترتفع كلما كان أي حادث".
واعتبر المحلل السياسي، أنه "بالنسبة للموقف الموريتاني،فنواكشوط التزمت الصمت رغم نفيها سابقا، أن تكون المنطقة قد شهدت حادث، وأعتقد أن في إطار التطورات الإيجابية التي تعرفها العلاقات المغربية الموريتانية، نظرا لكون موريتانيا تريد الحفاظ على الحياد في قضية الصحراء المغربية، وفي نفس الوقت أن تقيم علاقات إيجابية مع الرباط، وربما هذا سبب آخر الذي يجعل الجزائر تريد التشويش على علاقات المغرب وموريتانيا، لأن هذا ربما يقفل الباب على النظام الجزائري، ويزيد من عزلته، وهذا ما يفسر ما عبرت عنه الخارجية الجزائرية الدبلوماسية، في الوقت الذي التزمت فيه نواكشوط الصمت.
واتهمت الجزائر، الثلاثاء، المغرب بقتل "مدنيين أبرياء" من رعايا ثلاث دول في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، إن المملكة المغربية "نفذت عمليات قتل باستعمال أسلحة حربية متطورة، خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة". وأضافت دون تسمية موقع الحادثة أو تسمية الدول المشار لها، أن هذه الأفعال "تعرض مرتكبيها للمساءلة أمام الأجهزة المختصة التابعة لمنظومة الأممالمتحدة".
وحذرت الخارجية الجزائرية من أن هذه الممارسات "تشكل تحديا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك للمبعوث الشخصي للأمين العام ستافان دي ميستورا"، وفق البيان.