أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، زيارة إلى الجزائر، حليفة موسكو والتي تعد من بين أكبر منتجي الغاز، على أمل دفعها إلى إنهاء خلافها مع المغرب ومناقشة أزمة الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ولدى وصوله إلى العاصمة الجزائرية أجرى محادثات على انفراد مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وكذا مع الرئيس عبد المجيد تبون بقصر المرادية، ولم يرشح شيء بعد عن مضمون هذا اللقاء ومخرجاته، إلا أن ديوان رئاسة الجمهورية أكد أن من بين الحاضرين كان رمطان العمامرة، إلى جانب وزير الطاقة محمد عقراب.
وعن لقاء تبون وبلينكن، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان له أن الوزير الخارجية الأمريكي، والرئيس تبون ناقشا مجموعة من القضايا، بما في ذلك سبل توسيع تعاوننا الاقتصادي وإدراج الولاياتالمتحدة كدولة الشرف في معرض الجزائر التجاري الدولي، وهو أكبر معرض تجاري من نوعه في إفريقيا.
وأكد الوزير بلنيكن، من جديد التزام الإدارة الأمريكية بتوسيع وتعزيز العلاقة مع الجزائر، بما في ذلك من خلال النهوض بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما ناقشا قضايا الأمن الإقليمي والتطورات الدولية المتعلقة بعدوان الرئيس بوتين على أوكرانيا.
وفي ختام زيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي إلى الجزائر ودامت ساعات، نشر موقع وزارة الخارجية الأمريكية، نص الحوار الذي دار بين بلينكن وعبد المجيد تبون، حيث اعتبر الرئيس الجزائري فيه أن المغرب يريد التوسع على حساب الجزائر والجار الوحيد الذي تطمئن له بلاده هو تونس.
تبون قال لوزير الخارجية الامريكي، "هذه هي بيئتنا: نحن محاطون بدول لا تشبهنا كثيراً باستثناء تونس. لهذا السبب لدينا علاقات وثيقة للغاية مع تونس لأن لدينا أوجه تشابه في العديد من المجالات. وإلا فإن كل حدودنا مشتعلة: ليبيا غير المستقرة؛ وبعدها بالطبع هناك منطقة الساحل بأسرها مثل تشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر. وحتى موريتانيا ليست بهذه القوة. وفي الجوار لدينا المملكة المغربية حيث شهدت علاقاتنا دائمًا تقلبات منذ استقلالنا أنها ليست حديثة لكن بسبب قضية الصحراء الغربية".
وزعم تبون في حديثه لبلينكن، "أن هناك نوعان من العقليات وطريقتان لرؤية الأشياء. نحن نحترم جميع الأشخاص – نحترم حدود الأشخاص بينما هم يريدون التوسع. أنت تعلم أنه لم ينس أحد ولن ينسى أي جزائري أن المغرب هاجمنا عام 1963. في ذلك الوقت لم يكن لدينا حتى جيش نظامي ، وقد هاجموا القوات الخاصة والمروحيات والطائرات. كان لدينا 850 ضحية. كانوا يهدفون إلى أخذ جزء من أراضينا. في وقت لاحق رفضوا الاعتراف باستقلال موريتانيا منذ عام 1960 ، عندما كانت موريتانيا عضوًا في الأممالمتحدة وكان لها سفراء خاصون بها ، وما إلى ذلك. لكن المغرب كان لديه مطالبات إقليمية على كل موريتانيا. كان عليهم الانتظار حتى عام 1972 عندما وافق الملك المغربي على مصافحة الرئيس الموريتاني الذي اعترف به بعد 12 عامًا من الاستقلال"، حسب تعبيره.
وحاول تبون في ذات المحادثات التملص من مسؤولية الجزائر في افتعال النزاع ولمّح إلى أن الجزائر تحاول التدخل بلاده ب"خيط الأبيض".
وتابع تبون في حديثه مع بلينكن، بالقول "لقد تعاملنا على الدوام مع قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية على قدم المساواة. أما بخصوص القضية الفلسطينية ، فإن الموقف الجزائري لم يتغير. لقد تم اتخاذ قرار في الجامعة العربية بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل ، وأن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين ، وهذا ما نتبعه في الوقت الحالي. إذاً فهو سلام بين جميع المناطق ، لكن ليس لدينا شيء ضدهم – المشكلة الوحيدة التي لدينا هي فلسطين ولا شيء آخر على الإطلاق".
وهذه أول زيارة يقوم بها بلينكن إلى الجزائر بصفته وزيرا للخارجية. ووصل إليها بعد محطة في إسرائيل، حيث انضم إلى قمة جمعت وزراء خارجية دول عربية قامت بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وبعد إسرائيل، زار المغرب، التي تقيم علاقات مع إسرائيل بينما علاقاتها مقطوعة مع الجزائر.
ومساء الأربعاء، اختتم بلينكن زيارة إلى الجزائر دامت ساعات ضمن جولة في المنطقة بدأها السبت وقادته أيضا إلى المغرب وفلسطين وإسرائيل.