غيرت الطائرات بدون طيار التي أدخلها المغرب الخدمة، المنتشرة في الصحراء المغربية على الخصوص، قواعد اللعبة بين الجيش المغربي وعناصر "جبهة البوليساريو"، حيث أصبحت المنطقة العازلة على حول الحدود المغربية أرضا محرمة عليهم. وتختص هذه الطائرات في رصد ومراقبة الأجواء والأراضي المغربية، حيث تسمح بتمشيط كل النقاط وتقديم حيثيات دقيقة، تجعل المملكة تتابع كل كبيرة وصغيرة في ما يخص أمنها الإقليمي والجهوي، وبالأخص في المناطق الجنوبية والشرقية للمملكة بالنظر إلى حجم التهديد الذي أصبح يتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة حسب رأي العديد من المتتبعين. وكانت مجلة "أفريكا إنتليجنس"، المقربة من الاستخبارات الفرنسية، أكدت أن القوات المسلحة الملكية المغربية طلبت مؤخرًا شراء طائرات تركية بدون طيار، من نوع Bayraktar TB-2، التي تصنعها شركة Baykar التركية، حيث يمكنها التحليق على ارتفاع نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراما، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة. وتساعد هذه الطائرات في مراقبة الجدا المني الذي وضعه المغربي على طول صحرائه، والذي تؤكد المعطيات المتوفرة أن طوله يبلغ 2720 كيلومترا، ويحرسه 135 ألف جندي، ويبلغ عرضة 50 مترا ويصل إلى 100 متر، كما يبلغ علوه 6 أمتار إلى 12 مترا، ويمتد من منطقة آسا الزاك إلى الحدود الموريطانية، وقد كلفت ميزانيته ملايير الدراهم. وأصبحت هذه المنطقة تشكل منطقة "موت" بالنسبة لعناصر البولسياريو، حيث قال محمد فوضيل، أحد عتاصر الجبهة لصحيفة "إلدياريو" الإسبانية، إنهم كانوا يقتربون من الجدار العازل بهدف مهاجمة القاعدة، عندما ألقت طائرة بدون طيار صاروخا على مركبتهم، و"عندما انفجر الصاروخ، كنت قريبا جدا وأصابتني شظايا" بحسب ما يروي للصحيفة"، مضيفا "في تلك الليلة تدخلت طائرة بدون طيار لتحديد الهدف فقط فيما تكفلت أخرى بإطلاق الصاروخ". وأضافت الصحفية، أن عنصرا آخر والمعرف باسم "موندي" الرجل البالغ من العمر 64 عاما في المخيمات، قال إن "بقايا الصاروخ التي عثروا عليها لاحقا كانت تشير إلى أنه صاروخ خاص بطائرة بدون طيار وليس لمقاتلة إف 16″، مشيرا إلى " أنه متأكد أن القصف الذي تعرضوا له كان من طائرة مسيرة، قبل أن يظهر جروحا وآثار شظايا على جسده". في الإطار ذاته، قالت صحيفة "التيليغراف" البريطانية في تقرير ميداني أنجزته بمناطق تواجد عناصر "جبهة البوليساريو" بالصحراء الجزائرية، إن حالة من اليأس تجتاح مقاتلي الجبهة، بعد العديد من الإخفاقات التي يواجهها قادة "البوليساريو" على المستوى السياسي بشأن النزاع مع المغرب حول الصحراء. وأضافت الصحيفة البريطانية، أن استعمال المغرب لطائرات بدون طيار فرض على عناصر "البوليساريو" تغيير نهجها في المواجهات مع القوات المغربية، حيث أصبحوا يتنقلون بشكل متفرق بأعداد قليلة مثل الرحال في الصحراء. وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن من الطرق التي أصبح ينهجها مقاتلو "البوليساريو" لتجنب القصف القاتل ل"الدرون" المغربية، بعد خروجهم من الصحراء الجزائرية ودخولهم إلى المنطقة العازلة، هي الانتقال في الصحراء ليلا على متن مركبات "تويوتا"، لكن يقومون بإطفاء أضواء السيارات بالكامل، وتغطية لوحة القيادة بلاصقات مطاطية حتى لا يتم رصدهم من طرف "الدرون" خلال تجوالها في السماء. وبالرغم من الاحتياطات التي يقوم بها عناصر "البوليساريو" خلال انتقالهم في المنطقة العازلة من أجل الاقتراب من الجدار الأمني المغرب للقيام بعمليات القصف تجاه القوات المغربية، إلا أن ذلك لا يوقف ترقبهم الدائم ومراقبتهم المستمرة للسماء خشية قدوم "الدرون" لقصفهم. من جهة، أخرى، يعتزم المغرب بناء أسطول كبير من الطائرات بدون طيار الاستطلاعية والطائرات بدون طيار القتالية بعد شراء طائرانت بدون طيار التركية، وكذاوأربع طائرات من "أميركان ريبر". وتصنف بيرقدار TB2″ ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم) إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفا إلى 27 ألف قدم) نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراما، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة. كما تتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، إذ تعمل على تزويد مراكز العمليات بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلا عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها. وقد دمجت شركة "روكتسان" التركية المتخصصة بصناعة الصواريخ والقذائف صواريخ ذكية محلية الصنع من نوع "MAM-L ve MAM-C'yi" في هذا الطراز من الطائرات، وتتميز هذه الصواريخ بالقدرة على إصابة النقطة المستهدفة من بعد ثمانية كيلومترات.