ترخي الأوضاع المتوترة عسكريا والحرب التي دخلها الروس بقوة على الأراضي الأوكرانية بظلالها على وضعية الطلاب المغاربة هناك، إذ باتوا يعيشون واقعا صعبا تأبى الساعات والأيام أن تطوي أرقه مادام صوت المدافع والصواريخ يسمم الأجواء فوق الرؤوس. الطلاب المغاربة كغيرهم من الجاليات التي علقت هناك جراء الإغلاق التام للأجواء البحرية والجوية للبلاد، ومن ثم اختار كثيرون منهم الهروب بعيدا والنزوح في اتجاه المناطق الحدودية خاصة مع رومانيا وبولندا، كما أظهرت ذلك مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت المقاطع المنتشرة طوابير من الطلبة يمشون في الخلاء تحت أجواء باردة مادعا كثيرين منهم إلى إفتراش الأرض والنوم بين المجاري والغابات.
وفي اتصال مع "الأيام 24″ عبر سعيد الراشدي، أب أحد الطلاب المغاربة بأوكرانيا عن قلقه من وضعية ابنه وباقي الطلاب المحاصرين، قائلا إنه تواصل مع إبنه ليلة أمس، مباشرة بعد بلاغ السفارة المغربية في العاصمة كييف، الداعي إلى مغادرة الأراضي الأوكرانية في اتجاه المنافذ الحدودية.
وقال إنه ابنه اختار الهروب من مدينة خاركوف حيث كان يقطن، في اتجاه الحدود السلوفاكية رفقة العديد من الطلبة. في وقت تسود حالة من الخوف أوساط عائلات الطلبة حول مصير أبنائها المجهول، وتدعو إلى ضرورة التدخل بشكل عاجل من أجل توفير معابر آمنة ونقل الطلبة إلى الدول المجاورة.
ويتابع أهالي الطلبة المغاربة العالقين في أوكرانيا، آخر تطورات الوضع الميداني لحظة بلحظة، في انتظار عودة أبنائهم سالمين إلى أرض الوطن. وعبر عديد منهم على عزمهم الدخول في وقفة اجتجاجية، أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الرباط، بالعمل بشكل عاجل على إجلاء أبنائهم من أوكرانيا ونقلهم إلى آماكن آمنة قبل توفير رحلات استثنائية لإعادتهم إلى البلاد.
يأتي هذا في وقت دعت فيه سفارة المملكة المغربية بالعاصمة الأوكرانية كييف كافة المواطنين المغاربة المقيمين الذين اختاروا المكوث فوق التراب الأوكراني، إلى ضرورة التقيد بالتوجيهات وتدابير السلامة التي دعت إليها السلطات الأوكرانية المختصة، وذلك تبعا للتطورات الميدانية التي تعرفها أوكرانيا حاليا.
بلاغ السفارة أفاد أيضا أنه "نظرا لاستمرار إغلاق المجال الجوي الأوكراني، فإنها واصلت وبتعاون مع السفارات المغربية بالدول المجاورة، مساعيها لدى سلطات رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا، والتي وافتها بنقط العبور الحدودية التالية المفتوحة في وجه المواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا".