أغلقت الشرطة الالمانية السبت مركز تسوق في مدينة ايسن بغرب البلاد خشية وقوع اعتداء، في وقت لا تزال المانيا مستنفرة ضد اي هجمات جهادية محتملة. وتتعاون الحكومة الألمانية مع نظيرتها المغربية، في مجال التعاون الاستخباراتي، بعدما سبق أن حذرت الرباطبرلين من خطر تونسي نفذ اعتداء إرهابي.
ونقلت صحيفة بيلد الالمانية ان "دائرة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) تعتبر ان وقوف تنظيم الدولة الاسلامية خلف هذا الاعداد للهجوم هو امر شبه مؤكد". وذكر التلفزيون الالماني العام المعلومات نفسها.
واضافت بيلد ان مقاتلا المانيا في التنظيم المتطرف خطط للهجوم واعطى تعليماته عبر خدمة رسائل لسوريين في منطقة ايسن لشن هجوم بعد ظهر السبت على مركز التسوق المذكور.
ولم يعلن ضبط اي اسلحة او متفجرات داخل المركز التجاري الكبير لكنه ظل مغلقا امام الزبائن طوال اليوم، فيما اعلنت الشرطة انها اعتقلت شخصين لاستجوابهما حول القضية.
وكانت شرطة ايسن اعلنت في وقت مبكر صباحا ان لديها "مؤشرات ملموسة الى اعتداء محتمل" على هذا المركز الذي يضم مئتي متجر ويقع في وسط المدينة، مؤكدة اغلاقه في شكل تام.
واوضحت الشرطة ان التحذير "لا يشمل سوى مركز ليمبكر بلاتز للتسوق" في محاولة لطمأنة سكان هذه المدينة البالغ عددهم اكثر من نصف مليون نسمة.
ثم دخلت الشرطة المبنى بعد وضع شريط امني بلاستيكي احمر وابيض على بعد امتار منه في موازاة اغلاق كل مداخله بما فيها المترو ومواقف السيارات.
وعند الظهر، نفذت اول عملية دهم على صلة بالتحذير في شقة بمدينة اوبرهاوسن التي تبعد بضعة كيلومترات من ايسن. واوضحت الشرطة انه "تم استجواب" قاطن الشقة مضيفة انها فتحت تحقيقا جنائيا منذ الجمعة.
وبعد ساعة اعتقل رجل آخر في المدينة نفسها وتحديدا في مقهى للانترنت وفق الشرطة. لكن بيانها اوضح ان الرجلين "ليسا مشتبها بهما".
اوردت صحيفة بيلد ان اجهزة الاستخبارات الالمانية علمت بخطة ل"هجوم بواسطة قنابل على مركز التسوق (يشنه) العديد من الانتحاريين".
ولفتت الشرطة الى انها تلقت تحذيرا في شأن هذا الخطر من "جهاز اخر"، لكن اي هيئة فدرالية المانية لم تشأ تاكيد المشاركة في هذه العملية او تحديد طبيعة او اصل التهديد.
وقال توبياس بلات متحدثا باسم وزارة الداخلية الالمانية لفرانس برس ان العملية من صلاحية الشرطة المحلية، مع اقراره بان الوزارة على "اتصال دائم" بالمركز الالماني لمكافحة الارهاب الذي لا يضطلع بدور عملاني.
وآخر اضطراب امني في المانيا يعود الى الخميس الفائت حين اصاب كوسوفي (36 عاما) تبين انه يعاني مشاكل نفسية تسعة اشخاص بهجوم بواسطة فأس في محطة دوسلدورف المركزية، المدينة الواقعة بين ايسن واوبرهاوسن في مقاطعة رينانيا شمال-وستفاليا.
والسلطات الالمانية مستنفرة بسبب التهديد الجهادي المخيم على البلاد، وخصوصا منذ الاعتداء بواسطة شاحنة في كانون الاول/ديسمبر في برلين والذي خلف 12 قتيلا وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
وتقدر اجهزة الاستخبارات الداخلية بنحو عشرة الاف عدد المتطرفين في المانيا، بينهم 1600 يشتبه بانهم قد يرتكبون اعمال عنف.
واضافة الى الهجوم على سوق للميلاد في العاصمة، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في 2016 جريمة في هامبورغ (شمال) واعتداء بواسطة قنبلة في انسباخ (جنوب) خلف 15 جريحا وهجوما بواسطة فأس داخل قطار في بافاريا اسفر عن خمسة جرحى.