"زلزال بونويرة"، هو وصف أقرب إلى حالة "الذعر" التي خلفتها التسريبات التي كشف عنها المدعو قرميط بونويرة بإعتباره رئيس سابق لأمانة الفريق الراحل أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري.
وأثبتت التسريبات "الخطيرة" بالصوت والصورة تورط النظام العسكري في الجزائر وأعلى قياداته في قضايا فساد تتعلق بتهريب المخدرات والإتجار فيها وكذا السلاح في منطقة الصحراء.
من هو بونويرة؟
يعتبر قرميط بونويرة عسكري جزائري، سمي ب"الصندوق الأسود" أو اليد اليمنى للفريق قايد صالح، إذ شغل منصب رئيس أمانته وحافظ أسراره، التي سرعان ما ستتحول إلى أداة يكشف بها خيوط اللعبة والتحكم.
وبعد التهديد بالتصفية الجسدية التي تلقاها ووفاة القايد صالح، اختار بونويرة الهروب بعيدا عن الجزائر وبالضبط إلى تركيا وكان ذلك سنة 2019، قبل أن يتم القبض عليه ومن ثم ترحيله إلى الجزائر في غشت 2021.
توقيف وترحيل جاء على خلفية اتصالات مباشرة بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التركي رجب طيب أروغان. ووجهت إليه تهم ثيقلة على رأسها الخيانة العظمى واستغلال منصبه للحصول على الأملاك وأموال داخل وخارج الوطن، إضافة إلى اتصالات مع من تعتبرهم السلطات الجزائرية محرضين هاربين من العدالة محميين في الخارج، قصد تسريب ونشر معلومات ووثائق سرية.
قصص..فساد وتهريب ومخدرات
ما تزال تسريبات بونويرة تظهر أولا بأول، حيث تحدث عن استفادة "شنقريحة" من أموال تهريب المخدرات والإتجار غير الشرعي في الأسلحة.
ووفق ما أفاد به المعني بالأمر أن القيادة العسكرية سهلت مهمة تجار المخدرات "مغاربة" بتعطيل كاميرات المراقبة ووضع جسور لمرور الشحنات المهربة.
ويتعمد قائد الجيش الجزائري "إظهار محاولات إحباط عمليات تهريب المخدرات"، وفي الآن ذاته يطلب من المهربين إحضار السلاح في طريق عودتهم لاسيما من ليبيا، خاصة نوع "كلاشينكوف".
إعدام..وإنهاء للصداع
أصدرت المحكمة العسكرية في البلدية يوم 10 يناير 2022 حكما بالإعدام في حق بونويرة، بعدما أدين بتهمة الخيانة العظمى وإفشاء أسرار من شأنها الإضرار بمصالح الدولة.
وتزامن إصدار الحكم مع نشر التسريبات على اعتبار أنه ماعاد شيء يخسره، إلا أنه يميط اللثام وفق متابعين عن فضائح النظام الجزائري العسكري الذي يتحكم بخيوط السياسة والاقتصاد في البلاد.
وعن هذا يقول الدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، إن "العصابة الحاكمة مرعوبة من تسريبات قرميط بونويرة، حيث أن الكل متخوف من ورود اسمه ضمن التسريبات المقبلة"، كاشفا أنها في "طريقها إلى الانهيار".
وأشار زيتوت، في فيديو بثه على قناته ب"يوتيب"، إلى أن "القايد صالح كان شيخا كبيرا يجهل العديد من الحقائق في الجزائر"، موضحا أن بونويرة كان "يعتبر اليد اليمنى له ويقوم بالتصرف بكل حرية دون التشاور معه".