نشر ماجيد مصدق وهو صديق عائلة الإخوان ميكري أدق تفاصيل واقعة الحكم القضائي بطردهم من منزلهم بحي قصبة الأوداية الرباط الذي يكترونه لما يقارب 50 سنة من الزمن. وقال مصدق، أعرف البيت جيدا بقصبة الأوداية، دخلت له عشرات المرات بحكم صداقتي لأفراد العائلة الفنية محمود، الراحل حسن وأرملته وفاء بناني، يونس، وجليلة، والأبناء، علاء، ناصر… كما يعرفه كثير من الفنانين والمبدعين المغاربة والأجانب لأنه كان مفتوحا في وجههم.
وأضاف "البيت كان يقطنه احد أفراد أسرة ميكري وهو محمود إلى حدود السنوات الأخيرة، حيث اضطر لمغادرته بنصيحة طبية لأنه يعاني من مرض صدري مزمن حتم عليه الابتعاد عنه نظرا لبرودة حي قصبة الأوداية والبيت يقع في قلبه ويحفه من جهة واد أبي رقراق ومن الجهة الأخرى المحيط الأطلسي، وتركه لابنه الذي كان مقيما ببلجيكا، لكن يزوره في غالب الأحيان لأنه لا يزال فيه كل ما هو مشترك فني بين الاخوان".
وأوضح ماجيد مصدق أن "البيت مكتري مند بداية السبعينات القرن الماضي بثمن بخس في دلك الوقت لفرد من العائلة الفنية وهو محمود، وارتفع ثمن السومة الكرائية مع السنوات، كما كان يقطن معه الراحل حسن في وقت من الأوقات، وكان مقر للتداريب على الألحان بالآلات الموسيقية وتمارين على الأغاني، وتم إصلاحه على مراحل زمنية متفرقة، وتطلب دلك أموال كبيرة، حتى أضحى مرسم فني، وبين زواياه ولدت تحف موسيقية وأصبحت رفوف طابقية عبارة عن قطع أثرية وفنية خالدة مازالت تتغنى بها أجيال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي".
وأشار مصدق في شهادته بأن "الإخوان ميكري قرروا في وقت من الأوقات شراء المنزل إلا أن السلطات كانت أصدرت قرار بمنع بيع العقارات بكل أطراف المدينة القديمة بما فيها القصبة وقد صدم القرار آنذاك عدد من الأجانب الذين قرروا شراء منازل في ذلك الموقع السياحي الخلاب والاستراتيجي الجميل، ومن ثم ظل الوضع على ما هو عليه إلى أن تفاجئوا في شهر مارس من سنة 200 ببيع البيت لنجلة مسؤول حكومي سابق، والتي دخلت معهم مباشرة مند البداية إلى سلك المسطرة القضائية لإفراغ المنزل، وخسرت كل الدعاوي طيلة عقد من الزمن، إلى السنة الأخيرة من العقد الماضي حيث جددت طلبها لدى القضاء من أجل الاحتياج الشخصي سنة 2019 وحكم لصالحها حكما نهائيا.
وعبر مصدق عن استغرابه من تجاوز قرار السلطات المحلية بمنع البيع في المنطقة منبها إلى أن هناك استغلال للنفوذ، وعدم المساواة في تطبيق القانون، وتفويت الفرصة على عائلة ميكري التي لها الأولوية في الشراء، متسائلا كيف يحكم القضاء لصالح المكتري أي محمود ميكري إذا لم يكن في وضعية سليمة طبقا للقانون المنظم للاكرية في عدة دعاوي طيلة عقد من الزمن؟، ثم يحكم نفس القضاء وبنفس المحكمة وفي نفس الموضوع بالإفراغ في تجاهل وتناقض سافر مع الأحكام السابقة؟، بحسب ما جاء في تدوينته.
واستدرك قائلا: إن "ما تحدث عنه سابقا هو من حيث العلاقة الكرائية، أما ما يتعلق بحفظ الذاكرة الفنية وهي الأهم بالنسبة له باعتبار أن البيت أصبح عبارة عن متحف يضم تراث إحدى أهم العائلات الفنية المغربية بالعاصمة، وسر العمارة الأندلسية، وقيمته الرمزية لا تقدر بثمن، وقد كان بإمكان وزارة الثقافة -وكانت على علم بالموضوع- التدخل وهي الجهة الوصية على الفن والثقافة والثراث لشراء المنزل سالكة في ذلك حق الشفعة وأولوية السيادة الثقافية، ويصبح الرسم العقاري في اسمها، وتؤدي عائلة ميكري السومة الكرائية لها، ووقف الاعتداء على الذاكرة الثقافية المشتركة".
وعبر ماجيد مصدق في نهاية تدوينته عن حزنه وأسفه لما وقع في العاصمة المملكة المغربية من تسيب على المعالم التاريخية والأثرية مما أدى إلى إرسال منظمة اليونسكو إنذار إلى المغرب بسحب مدينة الرباط من لائحة المدن التراثية المحمية من قبلها وفقا للقانون الدولي ذات الصلة بالتراث الإنساني المشترك.