دخل الدرك الملكي على الخط في قضية سرقة وإحراق مجموعة من الكتب بإحدى الثانويات بالمنطقة القروية تالسينت، ضواحي إقليم فكيك بعد أن أقدم مجهولون نهاية الأسبوع المنصرم على سرقة وإحراق أزيد من مائتي كتاب تتوزع بين الفلسفة والآداب والعلوم، الشيء الذي خلق ردود فعل قوية بالفضاء الأزرق. وتقاسم أستاذ مادة الفلسفة المتضرر من هذه الواقعة مع رجال سرية الدرك، تفاصيل الفعل الجرمي بعد أن كان غادر قاعة الدرس يوم الجمعة المنصرم بثانوية الخوارزمي التأهيلية وكله أمل في أن يفتتح بداية الأسبوع بدرس جديد يلقّنه لتلامذته.
دهشته، كانت كبيرة عندما قصد يوم الإثنين الأخير حجرة الدرس، خاصة بعدما لفت انتباهه عدم وجود سياج إحدى نوافذ القسم قبل أن يفطن إلى أنّ أيادي مخرّبة عبثت بالمكان، الشيء الذي عجّل بإخبار الجهات المعنية.
خرّبوا وسرقوا ومزّقوا الكتب وتركوا كتابا واحدا يخص مادة العقيدة الإسلامية وكان الأستاذ يستبعد في بداية الأمر أن تنطوي النازلة على سرقة أو ما شابه، خاصة وأنّ تفكيره سار في اتجاه آخر عندما علم باختفاء الكتب من مكتبة القسم، حيث ظن أنّ الإدارة أزالتها لدواعي تنظيمية.
لم تكن ظنونه في محلها حينها بعد تتبع خيوط هذه الواقعة ليقف الدرك عند حقائق أخرى تتعلق بقيام من اقتحموا الثانوية بجمع محتويات الخزانة وإحراقها وسط الساحة.
وعبّر الأستاذ عن سخطه بتأكيده بالقول إنه ومنذ سنتين وهو يعمل على تزيين قاعة الفلسفة وتجهيزها بلوحات فنية وصور للفلاسفة والحضارات الإنسانية على مرّ التاريخ إلى أن عمدت شرذمة مجهولة وعلى حد تعبيره إلى اقتحام القاعة عبر النافذة قبل أن تقوم بسرقة أزيد من مائتي كتاب وإحراقه.
وأزيلت صور فلاسفة كانت مثبتة بجدران قاعة الدرس بعد إفراغ خزانة كانت تضم كتبا متنوعة، من ضمنها كتب فلسفية وأخرى أدبية وشعرية، إضافة إلى روايات وقواميس بلغات مختلفة.
وتساءل الأستاذ عن المغزى وراء هذا الفعل، وهو يدين مقترفيه قبل أن يقرّ بالقول: "الخزي للأيادي التي تطاولت وخرّبت وأحرقت الكتب"، معتبرا أنّ من سرقوا الكتب وأحرقوها، خرّبوا ما كان يطمح إليه لجعله فضاء للمعرفة والفكر.