واجه رئيس الوزراء السابق مانويل فالس في الدورة الثانية من انتخابات اليسار الفرنسي التمهيدية الوزير السابق بونوا امون، ممثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي والذي تصدر الدورة الأولى الأحد. لكن الفائز في الانتخابات التمهيدية الأحد المقبل ليس واثقا بأنه سيكون في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية مع هيمنة اليمين واليمين المتطرف على المعركة.
وحصد امون (49 عاما)، وزير التربية السابق، 35 في المئة من الأصوات متقدما على فالس الذي يمثل الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي وقرر خوض السباق بعد قرار الرئيس فرنسوا هولاند عدم الترشح.
واذ استفاد من دينامية مؤاتية في استطلاعات الرأي، أعلن بونوا امون في الأيام الأخيرة إن "لديه شعورا بان وقت نجاحه قد حان"، وذلك على وقع مشروعه بجعل كل مواطن فرنسي يتقاضى راتبا قدره 750 يورو(حوالي 7500 درهم).
أما الوزير السابق أرنو مونبور فحاز 18,7 في المئة من الأصوات وفق نتائج جزئية شملت أكثر من ثلاثين في المئة من مكاتب الاقتراع. وصرح مونبور معترفا بهزيمته "ساصوت الأحد المقبل لبونوا أمون وادعوكم إلى القيام بذلك".
واثر حملة تخللتها ثلاث مناظرات تلفزيونية في ثمانية أيام، اجتذبت الانتخابات بين 1,5 مليون ومليوني مقترع للاختيار بين سبعة مرشحين، مقابل أكثر من أربعة ملايين نزلوا إلى صناديق الاقتراع لانتخابات اليمين التمهيدية في نوفمبر.
وقال رب عائلة باريسي أحجم عن التصويت خلافا للعام 2011 حين جرت أول انتخابات تمهيدية لليسار "الأمر لا يهمني، هناك خيبة أمل كبيرة".
وقال الناخب فيليب في مرسيليا (جنوب شرق) "الوضع ملح اليوم، سنختار الأسوأ"، فيما ذكر دومينيك في باريس بان التحدي الفعلي هو "أن يكون اليسار في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية".
ويبدو حتى الآن أن المنافسة في الانتخابات الرئاسية التي تجري على دورتين في 23ابريل و7 مايو، ستكون حامية بين المرشح اليميني المحافظ فرنسوا فيون وزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن. تبقى نسبة المشاركة العنصر الأكبر في الاقتراع وسيدقق فيها المراقبون. ووحدها تعبئة كبيرة من الناخبين ستعطي للمرشح الاشتراكي الذي سيتم اختياره في 29 يناير شرعية كافية امام شخصيتين اختارتا عدم المشاركة في الانتخابات التمهيدية هما إيمانويل ماكرون (39 عاما) الى يمين الحزب الاشتراكي وزعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون.
وفي هذا السياق، فان استمرارية الحزب الاشتراكي مهددة وخصوصا انه يشهد انقسامات عميقة بعد خمس سنوات في السلطة، كما حذر عدد من الصحافيين في مقالات السبت.
لكن رئيس الحزب الاشتراكي جان كريستوف كامباديليس حرص مساء الأحد على احتواء التوتر وقال "الانتخابات الرئاسية لم تجر حتى الآن، لدى فرنسا شكوك، الفرنسيون لم يختاروا بعد".
وللتصويت، يكفي أن يدفع الفرنسي يورو واحدا ويوقع شرعة اليسار للقيم الجمهورية.
وكان مانويل فالس (54 عاما) أبدى الأحد "اطمئنانا"، وخصوصا انه يراهن على خبرته ومكانته رغم الصعوبات التي واجهها خلال الحملة. ولكن يبقى عليه أن يبذل جهودا كبيرة ليتمكن من الفوز في الدورة الثانية الأحد المقبل.
وفي منطقة ليل (شمال) صوت ريشار (80 عاما) من دون تردد لفالس قائلا "انه الأكثر أهلية ليصبح رئيسا".
أما المرشحون الأربعة الآخرون، الوزير الاشتراكي السابق فنسان بيون ورئيسة حزب اليسار الراديكالي سيلفيا بينيل والوزيران المدافعان عن البيئة فرنسوا دو روغي وجان لوك بيناميا فحصدوا نتائج اقل راوحت بين 1,6 و6,4 في المئة.