يحضّر الحزب الاشتراكي الاسباني الذي يقود الحكومة برئاسة بيدرو سانشيز لمؤتمره منتصف شهر أكتوبر المقبل، في سياق سياسي ملتهب خاصة مع الجارة الجنوبية المملكة المغربية التي ترفض أي حوار بدون تغيير مدريد لموقفها من الصحراء، وقد أعد الحزب وثيقة للمؤتمر تضمنت مجموعة من التوجهات الرئيسية بما فيها العلاقات الدبلوماسية مع الجيران. الوثيقة التي اطلع عليها "الأيام24" أكدت على أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا وجاء فيها أن المملكة شريك أساسي في الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وأشارت إلى الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين وكذلك العلاقات الإنسانية التي يعززها عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا حيث تشكل الجالية المغربية ثاني أكبر جالية، إضافة إلى شبكة القنصليات الاسبانية داخل المملكة التي تأتي في المرتبة الثانية عالميا.
وتؤكد الوثيقة التي ترسم التوجهات المستقبلية للحزب الاشتراكي إن المغرب هو الشريك التجاري الأساسي في إفريقيا، وأن ذلك يقترن بتعاون وثيق ومثمر في مكافحة الجريمة والإرهاب والهجرة غير النظامية.
كما دعت إلى الاستمرار في تعزيز هذه العلاقات في السنوات المقبلة، والعمل على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية طويلة الأمد، وأن الحكومة الاشتراكية ستواصل الدفاع في الاتحاد الأوروبي عن الطبيعة الاستراتيجية للمغرب بالنسبة لإسبانيا والقارة الأوروبية.
في السياق ذاته، كانت "إل باييس" قد كشفت نقلا عن مصادر دبلوماسية إسبانية، أن كلا من المفوض السامي للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وأعضاء آخرين بالمفوضية الأوروبية، قاموا بإنشاء اتصالات مباشرة بين الرباطومدريد، كما تدخل كل من السفير الإسباني في الرباط ريكاردو دييز هوشلايتنر، والمسؤولة الإسبانية بالمغرب الكبير إيفا مارتينيز لإجراء محادثات مع السفيرة كريمة بنيعيش، التي تواصل عملها من مقر وزارة الخارجية في الرباط.
وذكرت "إلباييس" أن الدبلوماسية الإسبانية، استنتجت أنه لا ينبغي التعامل مع الأزمة الدبلوماسية بين مدريدوالرباط، على أنها حلقة منعزلة يمكن حلها في أسرع وقت ممكن، معتبرة أن الخطأ الذي ارتكب في السابق من إسبانيا بسبب استقبال زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، تم مراجعته وطي صفحته من خلال إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة.
وأضافت الجريدة الإسبانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن إسبانيا اقترحت مراجعة شاملة للعلاقات الثنائية لتوضيح موقف كل طرف في ملفات الخلاف.