في خطوة مفاجئة وغير مفهومة للجميع، استمرت زوما في التماطل واضطرت وزارة الخارجية المغربية إلى إصدار بلاغ أكدت فيه "..هكذا، وبعد أن أخرت، بشكل غير مبرر، توزيع طلب المغرب على أعضاء الاتحاد الإفريقي، تواصل السيدة نكوسازانا دلاميني زوما تحركها للعرقلة، من خلال اختلاق شرط مسطري غير مسبوق ولا أساس له في نصوص ولا في ممارسة المنظمة، الذي كانت ترفض من خلاله بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي". في سؤال "الأيام" للموساوي العجلاوي، أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، حول القصد من المناورات التي تقوم بها زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، والتماطل الذي تتعامل به مع الملف المغربي بخصوص طلب الرجوع إلى الاتحاد، وضح لنا بأن المغرب عليه ألا يزيل نظره عن الأهداف الاستراتيجية لطلب العودة إلى الاتحاد الإفريقي. بمعنى آخر ألا يسقط في المقالب المسطرية التي تنصبها رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي "دلاميني زوما"، هذا هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن يتشبث به المغرب، وأن زوما لن تسهل أمور المغرب في العودة إلى الاتحاد الإفريقي. وجاء بيان وزارة الخارجية المغربية ردا على الشرط الذي تربط به طلب المغرب للرجوع الى الاتحاد الإفريقي، وهو تقديم التزام يعترف فيه المغرب بالحدود السياسية للدولة كما تركها الاستعمار. في هذا الإطار، يضيف الأستاذ الموساوي العجلاوي، الخبير بالشؤون الإفريقية، بأن السيدة زوما ستستعمل جميع الوسائل للوصول إلى هدفها الأساسي، وهو أن زوما لا تريد أن يسجل أنه في زمنها عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، لأن الورقة الرئيسية التي اشتغلت عليها طيلة الخمس سنوات الأخيرة، وهي فترة رئاستها للمفوضية، هي توظيف الاتحاد الإفريقي ضد المغرب سواء داخل إفريقيا، أو في الأممالمتحدة، وهذا ما نلاحظه حينما نرى أن جل قرارات الاتحاد الإفريقي أصبحت الآن جزءا وفقرات من التقرير الذي يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة كل شهر أبريل. وكانت دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، قد أبانت عن سوء نيتها في التعامل مع الملف الذي تقدم به المغرب للرجوع الى الاتحاد الإفريقي، حيث قامت أول مرة بالتماطل في توزيع الطلب على الدول الأعضاء، وتطلب الوضع تدخل الرئيس التشادي باعتباره رئيس الاتحاد الحالي بعد مكالمة احتجاجية على التأخير من طرف الملك محمد السادس. في الأيام الأخيرة أعلنت أمينة محمد، وزيرة خارجية كينيا، نية الترشح لتعويض السيدة زوما خلفا لها على رأس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى جانب أربعة مرشحين آخرين، منهم عبد الله باتيلي، المرشح السينغالي المدعوم بقوة من دول الغرب الإفريقي ومن المغرب، فما هو الرهان الذي تراهن عليه إذن الجبهة المناوئة للمغرب في الاتحاد الإفريقي المكون من المثلث التي ترأسه دلاميني زوما ويمثل كل من أمينة محمد ورمطان العمامرة أذرعه الضاربة في الكواليس؟ يجيبنا دائما الموساوي العجلاوي بأن الرهان هو ألا يكون المغرب عضوا في القمة المقبلة لأن صوته وقوته سترجح فوز السينغالي عبد الله باتيلي، وتفقد الجزائر رئيسا لمفوضية الاتحاد الإفريقي من الجبهة التي تشكلها ضد المغرب ومصالحه.