للشهر الرابع على التوالي، ما زالت أشغال محطة القطار (الرباطالمدينة) متوقفة بشكل غير مفهوم، بعدما كانت تجري ليل نهار وتشرف على الانتهاء. وتروج أخبار عن أن الملك محمد السادس تدخل بشكل شخصي للاحتجاج على الشكل الهندسي لهذه المحطة التاريخية التي بنيت في عهد الاستعمار الفرنسي، وتعد بنايتها السابقة واحدة من أهم المعالم التاريخية للمدينة. مصادر ل»الأيام» أكدت الأخبار التي يتم تداولها بشأن تدخل الملك، الذي أمر بشكل صارم بإصلاح التشوهات الهندسية للمحطة الجديدة التي تضمنها التصميم الأول، بعدما تمت توسعة المحطة بشكل كبير، لتغطى أجزاء كبيرة من محيطها بواسطة أعمدة حديدية ضخمة، حيث سيتم بناء مجموعة من المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية فوق أرصفة القطارات. وكان سكان الرباط يعولون على أن تظهر محطة القطار الرباطالمدينة في حلة جميلة مشابهة للمحطات الأخرى التي أشرف على بنائها المكتب الوطني للسكك الحديدية، كمحطتي الدارالبيضاء الميناء والدارالبيضاء المسافرين، ومحطة الرباط أكدال ومحطة القنيطرةالمدينة ومحطة طنجة، حيث تظهر بنايات هذه المحطات التي تم افتتاحها تزامنا مع إطلاق خط البراق فائق السرعة الدارالبيضاء – طنجة، على شكل بنايات أنيقة شبيهة بالمطارات، تتضمن فضاءات متعددة تعتبر الأجمل والأكثر أناقة وجاذبية في القارة الإفريقية، وتضاهي نظيراتها في دول شمال البحر الأبيض المتوسط. وبالعودة إلى محطة الرباطالمدينة التي توقفت بها الأشغال بسبب ما قيل إنه قرار ملكي بسبب «عيوب هندسية»، فقد سبق لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة «اليونسكو» أن اعترضت على الشكل الجديد للمحطة المدرجة في إطار برنامج لتطوير العاصمة الرباط، بسبب تعارضها مع المعايير التي اعتمدتها المنظمة الأممية لتصنيف المدينة العتيقة للرباط، تراثا عالميا للإنسانية سنة 2012، كما احتجت المنظمة لعدم استشارتها بشكل مسبق باعتبارها تصنّف العاصمة المغربية تراثا عالميا للإنسانية، وهو التصنيف الذي يعتمد المعمار ضمن شروطه. واحتجت منظمة «اليونسكو» على المركز التجاري الضخم الذي يقام بجانب وأعلى محطة القطار الرباطالمدينة، والذي قالت إن حجمه يساوي أربعة أضعاف حجم المحطة نفسها. كما منحت مهلة للجهات المختصة في الحكومة لإنجاز دراسة حول تأثير هذا الورش الضخم بشارع محمد الخامس التاريخي على البعد الجمالي والبصري لمدينة الرباط.