اقترب الانطلاق الفعلي للحملة الوطنية للتلقيح في المغرب، وسط حالة من الارتباك والالتباس بخصوص مواقف المغاربة إزاء اللقاح، سواء تعلق الأمر بالبريطاني أو الصيني، بين الإقبال الكبير على منصة التسجيل للانخراط في الحملة، والمخاوف الناجمة عن انتشار نظريات المؤامرة والترويج لها والتي ترمي تحديدا إلى التشكيك في عملية التطعيم. وعلى بعد يومين من الشروع في تلقيح المغاربة، لا يزال الغموض يحوم حول نية مجموعة كبيرة من المواطنين الانخراط بشكل جدي في عملية التطعيم، فقد أظهرت استطلاعات للرأي في مواقع التواصل الاجتماعي أن شريحة واسعة من المغاربة يرفضون أخد اللقاح، مشككين في مصداقيته وفعاليته.
ورغم مجانية التلقيح ضد فيروس كورونا وعدم إجباريته لجميع المواطنين، انتشرت حملات مضادة وإشاعات كثيرة، تغذيها نظرية المؤامرة في العديد من الحالات، وتزيد من توسيع انتشارها مواقع التواصل.
وعمد نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي إلى السخرية تارة من العملية برمتها، وتارة أخرى إلى بث معطيات وُصفت بالمغلوطة، في وقت تسابق فيه الحكومة الزمن للحد من تفشي الفيروس، وإطلاق عملية التلقيح، مرفوقة بحملة تواصلية لإحاطة الرأي العام علما بكل ما يتعلق بها.
وبعد وصول أولى شحنات فيروس كورونا المستجد الخاصة بشركة سينوفارم الصينية، وهي ثاني شحنة يتلقاها المغرب بعد لقاح "أسترازينيكا"، بلغ عدد الجرعات بالمملكة 2 مليون ونصف جرعة من اللقاح، وتسعى وزارة الصحة إلى تطعيم المستفدين من الصفوف الأولى، حيث ستكون البداية بكبار السن، إلى جانب الأطر الطبية البالغة من العمر 40 سنة فما فوق، ونساء ورجال التعليم البالغين 45 سنة فما فوق، وأفراد السلطات العمومية، والقوات المسلحة الملكية، على أن تشمل هذه العملية باقي المواطنات والمواطنين البالغين من العمر 18 سنة فما فوق في المراحل المقبلة، والتي ستشهد كذلك وصول جرعات أخرى من اللقاح، ليكون العدد الإجمالي الذي ستتوصل به المملكة 66 مليون جرعة من لقاحي سينوفارم وأسترازنيكا، بغية الوصول إلى مناعة جماعية ضد الفيروس مع حلول شهر ماي المقبل، بتلقيح 80٪ من ساكنة المغرب، وهو رقم صعب في ظل المعطيات المتاحة حاليا بخصوص رغبة المواطنين في التلقيح، والإكراهات اللوجيستيكية.