وقع حزب الحركة الشعبية وجبهة العمل السياسي الأمازيغي، خلال لقاء اليوم الخميس بالرباط، إعلانا مشتركا يقضي بالانخراط السياسي والتنظيمي للجبهة داخل هياكل حزب الحركة الشعبية. ويلتزم الجانبان بتنزيل مخرجات الحوار على المستوى المركزي وعلى مستوى الجهات والأقاليم المقرر انخراطها السياسي والتنظيمي داخل هياكل الحزب وفق أحكام ومقتضيات النظامين الأساسي والداخلي لحزب الحركة الشعبية، وذلك حسب ما جاء في بلاغ مشترك أفاد كذلك بأن الخطوة تتبعها أجرأة خلاصات ومخرجات هذا التعاقد السياسي، في إطار لجنة مشتركة. وأشاد الجانبان، بالمناسبة، وفق البلاغ المشترك، بهذه المبادرة النوعية والخلاقة، التي تفتح المجال لانخراط فعاليات الحركة الأمازيغية ومختلف فعاليات المجتمع المدني في العمل الحزبي، وذلك بعد مسار من الحوار الجاد والمسؤول بين حزب الحركة الشعبية وجبهة العمل السياسي الأمازيغي. وفي كلمة بالمناسبة، أكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، أن هذه المحطة التي تأتي بعد شهور من الاشتغال الجاد والمستمر، تعطي انطلاقة للترافع على اعتبار الأمازيغية قضية هوياتية يتملكها جميع المغاربة، معربا عن سعادته لهذه المحطة التي تعد "بداية انطلاق عمل حقيقي لإعطاء اللغة والثقافة الأمازيغية مكانتها في جميع مناحي الحياة العامة، وذلك من مواقع مختلفة حزبية كانت أو جمعوية". وبعد أن لفت إلى أن حزب الحركة الشعبية لم يسع، منذ أزيد من 60 سنة، إلى تسييس المسألة الأمازيغية لكسب رهانات انتخابوية، شدد على أنه لا يمكن اختزال المسألة الأمازيغية في صراعات سياسية أو تنافس سياسي، معتبرا أن نصرة القضاية المجتمعية لا يمكن أن تتم إلا من خلال المؤسسات المتمثلة في الأحزاب والبرلمان والحكومة والمجالس المنتخبة. وأشار المسؤول الحزبي إلى انتماء المواطن المغربي لخليط متعدد الروافد الإفريقية والعربية والمتوسطية والعبرية والإسلامية التي توحد جميع المغاربة. من جانبه، اعتبر الأمين العام لجبهة العمل السياسي الأمازيغي محي الدين حجاجي، أن لقاء اليوم يمثل بداية عمل كبير برهانات وتطلعات كبيرة، مسجلا أن هذه المحطة تدشن لمرحلة جديدة في الاشتغال وممارسة العمل السياسي من داخل المؤسسات وتتوج مسارا استمر على مدى تسعة أشهر. وتابع بالقول "بعد سنة 2011، لا يمكن إنكار التحولات التي تعرفها بلادنا في ما يتعلق بالقضية الأمازيغية ابتداء من الاعتراف الدستوري بالأمازيغية ومرورا بمجموعة من المحطات التي أقرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي اعتبر الثقافة الأمازيغية رصيدا مشتركا وملكا لجميع المغاربة". من جانب آخر، ثمن البلاغ المشترك بين الجبهة وحزب الحركة الشعبية حصيلة ومخرجات الحوار وعمله الموصول لاستراتيجية انخراط فعاليات الجبهة في العمل الحزبي، كإحدى السبل الناجعة للترافع داخل المؤسسات من أجل تحصين المكتسبات الدستورية للأمازيغية والعمل على تنزيلها في جميع مناحي الجياة العامة، برؤية استراتيجية تعتبر الأمازيغية مكونا أساسيا ضمن الهوية الوطنية المتنوعة وإحدى المرتكزات الجوهرية للمشروع المجتمعي الديمقراطي والتنموي، ودعامة مركزية للنموذج التنموي المنشود.