وجه الملك محمد السادس، الاثنين، بالتحضير للحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء كورونا في الأسابيع القليلة القادمة، بعد أن أثبتت التجارب التي أجريت بالمغرب على اللقاحات نجاعتها بشكل كبير، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتزايد في الإصابات والوفيات والحالات الخطرة المسجلة في البلاد منذ شهر غشت الماضي. وجاء في بلاغ للديوان الملكي، "إن الملك محمد السادس أعطى توجيهاته "لإطلاق عملية مكثفة للتلقيح" ضد فيروس كورونا المستجد "في الأسابيع المقبلة"، تهدف إلى "تأمين تغطية للساكنة بلقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس والتحكم في انتشاره".
ولم يذكر البلاغ اللقاح الذي سيتم اعتماده، مشيرا إلى أن المملكة تمكنت "من احتلال مرتبة متقدمة في التزود باللقاح ضد كوفيد-19″ و"المشاركة الناجحة (…) في التجارب السريرية".
وأوضح البلاغ أن العملية المرتبقة ستشمل المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما، على أن تعطى الأولوية خصوصا للعاملين في قطاع الصحة والسلطات العمومية وقوات الأمن والعاملين في قطاع التعليم والمسنين والفئات الهشة إزاء الفيروس. على أن يوسع نطاقها بعد ذلك لتشمل باقي السكان.
وفي هذا السياق، قال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح ل"الأيام24′′، إن "الحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء كورونا، والتي صدر بشأنها بلاغ الديوان الملكي هي تنزيل لمكاسب دستور 2011، من أجل حق المغاربة في الصحة".
وأضاف أكضيض، أن "انخراط المؤسسة العسكرية في حملة التلقيح ضد وباء كوفيد-19، هي ضمانة الملك محمد السادس، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، وذلك من أجل حكامة تدبيرها لكل المغاربة دون تمييز، كما أنها مسيرة صحية بكل افتخار، معبرا عن شكره للملك بعد القرارات المولوية في مواجهة الوباء منها صندوق الدعم من أجل الفئات الهشة، والتي توجت الاثنين، بإطلاق أكبر حملة تلقيح ضد وباء كوفيد-19 بالمغرب.
واعتبر أكضيض، أنه "ليس من السهل أن تتوفر اليوم على لقاح وباء كورونا، الذي يضرب الإنسان في كل بقاع العالم بمافيها القوى العظمى، ولكن بفضل علاقات صاحب الجلالة وريادته السياسة الخارجية ومكانة المغرب الدولية، فإن المملكة المغربية ستحصل على اللقاح ضد الوباء من لائحة مصاف الدول الأولى في العالم، وهذه نتيجة السياسة الحكيمة والحكم الرشيد للملك محمد السادس".
ويرى الخبير المغربي، إلى أنه "إضافة أن المملكة لها علاقات متميزة سواء تعلق الأمر بالدول العظمى منها الصين الشعبية أو الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي، وخاصة الشراكة مع الجارة إسبانيا وفرنسا أو الدول العربية الشقيقة ليبيا وتونس وغيرها في المنطقة المغاربية باستثناء التعصب السياسي الجارة الشرقية ثم العمق الافريقي، فإن كل هذا البناء في العلاقات امام ملايير سكان العالم والسباق المحموم نحو الحصول على اللقاح، ساهم في ضمان لقاح وباء كورونا للمغاربة".
وكان المغرب أعلن في غشت اتفاقا مع مجموعة "سينوبرام" الصينية حول المرحلة الثالثة لتجارب سريرية على لقاح مضاد للفيروس.
وأعلنت شركتا "فايزر" (الولاياتالمتحدة) و"بايونتيك" (ألمانيا) الاثنين أن اللقاح ضد كوفيد-19 الذي تعملان على تطويره "فع ال بنسبة 90%"، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الجارية حاليا ، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.
ومددت المملكة الأسبوع المنصرم العمل بحالة الطوارئ الصحية المفروضة منذ مارس لمكافحة الوباء، شهرا آخر حتى 10 دجنبر.
كما تفرض السلطات حظر تجول ليليا منذ مطلع شتنبر في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، الأكثر تضررا من تفشي الوباء، بالإضافة إلى قيود على التنقل من وإلى عدة مدن منذ يوليوز.