لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرشح المفضّل للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بين الناخبين المسيحيين البيض، بحسب إحصاء أجراه "مركز بيو للأبحاث". ولكن الأرقام تظهر انخفاضاً في مستوى التأييد مقارنة مع استطلاعات أغسطس/ آب الماضي، في أوساط الكاثوليك، والبروتستانت، والانجيليين، من العرق الأبيض. في المقابل، يتقدّم منافس ترامب عن الحزب الديمقراطي جو بايدن لدى الفئات الدينية والعرقية الأخرى المشمولة في الإحصاء إذ أنّه المرشح المفضل عند البروتستانت السود، والكاثوليك من أصول لاتينية، واليهود، والناخبين غير التابعين لأي ديانة. شمل الاستطلاع أكثر من عشرة آلاف ناخب مسجّلاً في الولاياتالأمريكية، في وقت يأخذ البعد الديني دوراً أكثر أهميّة في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، عما كان عليه في سنوات سابقة. ويتقدّم الرئيس الجمهوري على منافسه بين الناخبين الكاثوليك البيض، إذ يميل 52 بالمئة منهم لانتخابه، مقارنة ب 59 بالمئة في الإحصاء السابق خلال أشهر الصيف. كذلك الأمر بالنسبة للبروتستانت غير الإنجيلين، إذ تراجعت نسبة تأييدهم لترامب من 59 بالمئة إلى 53 بالمئة. ويحافظ ترامب على صدارة قويّة وسط الفئة الدينية الأكثر دعماً له، أي الانجيليين البيض الذين تميل نسبة 78 بالمئة منهم إلى انتخابه، مقارنة ب 83 بالمئة خلال الأشهر الماضية، علماً أنّ هؤلاء كانوا الناخبين الأكثر تأييداً لترامب خلال انتخابات 2016، كما يقال الكثير عن تأثير أصواتهم على أجندة ترامب السياسية، خصوصاً في سياسته الخارجية. على الجانب الآخر، يتصدّر المرشح الديمقراطي الاستطلاع بين البروتستانت السود (90 بالمئة)، واليهود (70 بالمئة)، والكاثوليك من أصول لاتينية (67 بالمئة)، من دون تراجع عن استطلاعات الصيف المنصرم. كذلك يحظى بايدن بتأييد الناخبين الملحدين واللا-أدريين بنسبة 83 بالمئة، بيما يحظى بتأييد نسبة 62 بالمئة من الناخبين غير المنتمين إلى أيّ فكر ديني. يعدّ المسيحيون البيض أكبر شريحة مؤثرة في التصويت، إذ يشكّلون نسبة 44 بالمئة من مجمل الناخبين المسجلين، مقابل 7 بالمئة من السود البروتستانت، و5 بالمئة من الكاثوليك ذوي الأصول اللاتينية. وبينما يتقدّم بايدن على منافسه بشكل طفيف في أوساط مجمل الناخبين الكاثوليك، وبشكل كبير في أوساط الناخبين غير الدينيين، لا يزال ترامب في صدارة الاستطلاعات في أوساط البروتستانت والانجيليين. تجدر الإشارة إلى أنّه مع اتساع تأثير البعد الديني في انتخابات 2020 الرئاسية، تحلّق ناخبون مسيحيون مؤثرون من الحزبين قبل أيام، لتأسيس لجنة عمل سياسي، هدفها حرف التصويت المسيحي، عن تأييد ترامب. وأطلق المنضوون تحت هذه اللجنة حملة إعلانية ضخمة بعنوان "ليس باسم ايماننا"، للتأكيد على أنّ ترامب ليس "ممثّل المسيحيين". ولا يشكل المسلمون إلا نسبة قليلة من الناخبين الأمريكيين، ويبلغ عدد المسجلين منهم للتصويت هذا العام، نحو مليون، بحسب " مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية". وقد بيّن استطلاع أجراه "معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم" في الربيع الماضي، أنّ تأييد الرئيس ترامب شهد تراجعاً أكبر بين الناخبين المسلمين مقارنة مع الشرائح الدينية الأخرى. ورداً على سؤال "هل توافق على سياسات ترامب أو تعارضها"، اختلفت الإجابات بين الناخبين المسلمين بحسب العرق، إذ قال 20 بالمئة من المسلمين السود إنّهم يوافقون عليها، وقال 50 بالمئة من المسلمين البيض إنّهم يوافقون عليها. ولاحظ الاستطلاع تأخّر المسلمين مقارنة بباقي الشرائح عن التسجيل للتصويت في الانتخابات، وذلك يعود ربما إلى أنّ جزءاً كبيراً منهم لا يحملون الجنسية الأمريكية بعد. وفي أبريل/نيسان الماضي، كان 29 بالمئة من الناخبين المسجلين بينهم يؤيدون المرشح الديمقراطي المنسحب بيرني ساندرز، فيما أيّدت نسبة 22 بالمئة بايدن، و14 بالمئة ترامب.