في سياق التطورات التي تشهدها منطقة "قندهار"، بعد تطهيرها من طرف السلطات المغربية بتنسيق مع نظيرتها الموريتانية، سيمكن تعبيد وتسييج الطريق المار من المنطقة العازلة "الكركرات" والرابط بين المغرب وموريتانيا، من قطع الطريق نهائيا على ميليشيات "البوليساريو" في هذه المنطقة الحدودية، بعد أن تحولت في السنوات الأخيرة إلى ثغرة أمنية تحمل تهديدات أمنية خطيرة، وستساهم كذلك هذه العملية المستمرة إلى حدود الساعة، من تعزيز السيادة المغربية مباشرة على منطقة "الكويرة"، وكبح جماح أعداء الوحدة الترابية. وتواصل الآليات والجرافات المغربية "عملها في مقطع الطريق الذي يبلغ عدة كيلومترات حيث بدأت الجرافات بمسح المقطع في مؤشر على بدء إجراءات تعبيده على أن تتم إحاطة الطريق الذي ستتم إقامته بسياج يحتوي على فتحات بالإضافة إلى تزويده بكاميرات مراقبة". وعملية تعبيد الطريق في منطقة "قندهار" القريبة من الحدود المغربية الموريتانية، تمت "بالتنسيق مع موريتانياوالأممالمتحدة بعد أن أصبحت المنطقة تشهد عمليات تهريب....". ولم تخلو هذه العملية من احتجاج جبهة "البوليساريو"، التي طالبت مجددا الأممالمتحدة بإقامة مركز مراقبة دائم لها في منطقة "الكركارات"، رغم إعلان الناطق الرسمي باسم المنظمة الأممية، أن بعثة "المينورسو" إلى الصحراء لم تلحظ أي تحركات عسكرية للمغرب خلف الجدار الأمني قرب الحدود مع موريتانيا. وفي تعليق لمصطفى ولد سلمى سيدي مولود، أحد القادة الأمنيين السابقين ب"البوليساريو"، على هذه التطورات، قال "إنه على عكس حسم "البوليساريو" الذي يتردد على مسامعنا منذ سنوات، ما كاد مصطلح الحزم المغربي يظهر حتى بدأت تجلياته للعيان. كان من آخرها وأهمها على المستوى اﻻستراتيجي البدء في ضم المنطقة المسماة "قندهار" الفاصلة بين مركز الحدود المغربي الكركرات ومركز الحدود الموريتاني إلى الأراضي المغربية، بدءا بتعبيد الكيلومترات الأربعة الفاصلة بين المركزين و مد أسلاك شائكة حولها وصوﻻ لتأمينها وتأميمها ﻻحقا حسب ما تناقلته وسائل الإعلام. وأضاف مصطفى ولد سلمى الذي يعيش حاليا في موريتانيا بعد إبعاده من مخيمات تندوف "الخطوة المغربية ستبدد آمال جبهة "البوليساريو" في مواصلة النزاع على شطر الإقليم غرب الحزام، وتقرب المغرب من تجسيد مقولة من طنجة إلى لكويرة". واعتبر أن "بسط نفوذ المملكة على منطقة قندهار، يوصل السيادة الترابية للمملكة إلى تخوم "الكويرة" التي يحرسها العسكر الموريتاني منذ منتصف السبعينات، و يقطع الطريق بشكل نهائي بين "البوليساريو"، والمحيط الأطلسي، و يجعل معالجة قضية لكويرة مسألة حصرية بين المملكة المغربية وموريتانيا. وربما في مراحل ﻻحقة بعد فرض أمر واقع ضم كيلومترات قندهار إلى الأراضي المغربية، سيصبح ضم لكويرة مجرد تحصيل حاصل كما وقع مع الداخلة في نهاية 1979". ويرى مراقبون أن الخطوة المغربية في منطقة "الكركارات"، تعد مؤشرا قويا على أن الرباط لن تتسامح مع من يريد اللعب بأوراق الوحدة الترابية للمملكة، الذين أصبحوا يعرفون قوة المملكة، في المحافل الدولية.