اندلعت في الساعات 48 الأخيرة، ما يشبه حرب الرسائل والرسائل المضادة بين''الاتحاد العام لمقاولات المغرب'' (الباطرونا) و المجموعة المهنية للبنوك في المغرب، على خلفية الازمة التي تواجهها بعض المقاولات بسبب تداعيات فيروس كورونا وحالة الطوارئ الصحية التي يمر منها المغرب . وبدأ كل شيء عندما وجه شكيب لعلج رئيس الباطرونا رسالة الى عثمان بنجلون رئيس المجموعة المهنية لبنوك المغرب ينبهه فيها إلى ما اسماه ''التهديدات التي تواجهها الشركات المغربية في ظل ازمة كورونا. داعيا البنوك الى تحمل مسؤولياتها.
وجاء في رسالة لعلج التي اطلعت عليها ''الأيام24 "ليس لدي شك في أن المجموعة المهنية لبنوك المغرب، تدرك بوضوح حالة الطوارئ التي توجد عليها شركاتنا الوطنية..
ليضيف : “الغالبية العظمى منهم خفضوا نشاطهم بشكل كبير أو توقفوا تمامًا”. وقال رئيس الباطرونا في الرسالة ذاتها “لكننا نلاحظ انحرافات يمكن أن تكون قاتلة للعديد من الشركات ، لكنها قادرة على العودة بعد هذه الأزمة”.
ويعتقد لعلج في الرسالة ذاتها أن “معالجة الشركات لكل حالة على حدة لا يتماشى مع الموقف” وأنه “من الملح إنشاء نظام من قبل صندوق الضمان المركزي بمستوى كافٍ لاستعادة الشعور بالأمان للشركات. وإلا فإننا سنعاني من اختفاء العديد من الشركات وخسائر كبيرة في الوظائف “. كما تستنكر الرسالة “عقوبات أو فوائد إضافية” من بعض البنوك ، في حين أن البعض الآخر “لن يقبل التأجيل حتى أبريل”. تضيف الرسالة.
رد رئيس المجموعة المهنية للبنوك عثمان بنجلون، وهو ايضا مدير البنك المغربي للتجارة الخارجية ، لم يتأخر كثيرا حيث وجهت رسالة موقعة باسمه واسم نائبه محمد الكتاني للباطرونا يوم الجمعة 27 مارس جاء فيها: “محتوى ونبرة رسالتك اليوم غير مقبول ، على أقل تقدير ، وهجماتك ومزاعمك ضد القطاع المصرفي المغربي لا أساس لها من الصحة”.
وتضيف الرسالة “إن القطاع المصرفي غاضب من هذا النوع من الخطاب الذي يميل بدلاً من توحيد جميع قوى البلد في مواجهة هذه الأزمة ، إلى الانقسام وإثارة الذعر دون داع. ولن نستسلم لأننا معبأون وسنظل كذلك مع جميع مكونات المجتمع المغربي من خلال اتخاذ وتطبيق التدابير اللازمة لدعم الأسر والشركات في مواجهة جائحة Covid-19 “.
واشارت رسالة بنجلون ونائبه إلى أن مجموعته ، “حشدت البنوك الأعضاء بتفان وحماس” ، لافتا ، انه بتنسيق مع وزارة المالية ، وعبر صندوق الضمان المركزي ،انهوا الخميس الماضي وصباح اول امس الجمعة ، اخر التدابير المتخذة لما سيقومون به غدا الاثنين لتفعيل ''التزاماتنا التي قطعناها على مستوى لجنة اليقظة الاقتصادية لتأجيل سداد القروض المستحقة ومنح قروض إضافية للمقاولات المتضررة من تداعيات هذا الوباء، من أجل تسيير أعمالها وسداد الأجور ومستحقات موظفيها.''
وخلصت الرسالة بالقول: “نطلب منك رسميًا أن تزودنا بقائمة زبناء البنوك الذين كانوا سيواجهون المشاكل المثارة في رسالتك”. ويشار الى ان ازمة كورونا خيمت عل الاقتصاد المغربي، خاصة القطاع السياحي وقطاعي النسيج ، والقطاع غير المهيكل، وعبر الكثير من ارباب المقاولات الصغرةى والمتوسطة عن قلقهم ، فيما ردت الحكومة ولجنة اليقظة الاقتصادية بحزمة إجراءات وطمأنت الشركات بتنسيق مع مجموعة بنوك المغرب ومختلف الفاعلين من اجل تخطي هذه الأزمة.