لم تشد مجريات اليوم الأول من محاكمة الرئيس دونالد الرامية الى عزله بمجلس الشيوخ عن السيناريو الذي توقعه المتتبعون ألا وهو تكريس حالة الاصطفاف السياسي الحاد داخل المجلس والتي شكل عنوانها الابرز إسقاط الجمهوريين الذين يحظون بالاغلبية لكل التعديلات التي تقدم بها الديمقراطيون سواء تعلق الأمر باستدعاء الشهود أو طلب مستندات من الإدارة الأمريكية الحالية.
ففي سلسلة من عمليات التصويت التي تخللت 12 ساعة من النقاش الماراثوني ، أحبط الجمهوريون الذين بدوا متراصي الصفوف خلف زعيمهم بالمجلس ميتش ماكونيل، محاولات الديمقراطيين لطلب وثائق من البيت الأبيض ووزارة الخارجية وغيرها من الوكالات الحكومية ، فضلا عن الاستماع لشهادة مسؤولين بالادارة من شانها تسليط الضوء على التهم الرئيسية الموجهة للرئيس ترامب.
وتصاعدت حدة التوتر داخل مجلس الشيوخ بعد منتصف الليل لدرجة اضطر معها قاضي المحكمة العليا جون روبرتس الذي يرأس المحاكمة بمجلس الشيوخ الى توبيخ المدعين الديمقراطيين ومحامي الرئيس ترامب الحاضر/ الغائب خلال هذه المحاكمة والذي آثر متابعة اطوار اليوم الاول من المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا.
ووفقا للمساطر التي تم اعتمادها، في حدود الساعة 2 صباحا ، لن يتمكن الديمقراطيون من طلب استدعاء الشهود أو الحصول على المستندات إلا بعد انتهاء المرافعات الشفوية الأولية المقرر إجراؤها بعد ظهر اليوم الأربعاء ، دون أي ضمانة بأن يحظى طلبهم ابالموافقة.
وعلى الرغم من تصلب موقف الجمهوريين وعجز الديمقراطيين عن إحداث اختراق في صفوفهم، إلا أن زعيم الاغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل اضطر تحت ضغط بعض الاعضاء المعتدلين في حزبه إلى الموافقة على تمديد فترة المحاكمة إلى ثلاثة أيام عوض يومين كما كان مقررا سلفا.
ويواجه الرئيس ترامب في هذه المحاكمة تهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس كما ورد في القرار الاتهامي الذي أقره مجلس النواب في دجنبر وقرر على أساسه الشروع في مسطرة عزله.
وترامب هو الرئيس الثالث في تاريخ الولاياتالمتحدة الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون سنة 1868 وبيل كلينتون في عام 1999.