أغلقت الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، آخر فصل من فصول جريمة قتل زوج لزوجته بدوار “دوكفاي” بمنطقة تحناوت التابعة ترابيا لمدينة مراكش بعدما قضى رئيس هيئة الحكم بعقوبة سجنية مدتها 30 سنة في حق مرتكب الفعل الجرمي. وجاء قرار المحكمة بعد جلسات ماراثونية لواقعة جرت أطوارها في السادس عشر من شهر يونيو المنصرم بسبب خلاف عائلي بين الزوج وزوجته انتهى بجثة هامدة بلا حراك. وحكت والدة الضحية بمرارة تفاصيل النازلة وسردت حيثياتها بالقول: “قبل تنفيذ الجريمة، طرق باب منزلي، حاملا معه كناش التلقيح وطالبني بضرورة رؤية زوجته طمعا في تسجيل ابنته الرضيعة في دفتر الحالة المدنية وهو أمر استجبت له برحابة صدر”. ونقلت حقائق أخرى لحظات قبيل تنفيذ زوج ابنتها لجريمته دون أن تفطن لما كان يخطط له، خاصة بعدما اجتمعوا على مائدة إفطار واحدة وتعالت أصواتهم بالضحك، قبل أن ينفرد بزوجته في غرفة بالطابق العلوي. أم الضحية لم تساورها الشكوك بعدما تسلّل صراخ حفيدتها إلى مسامعها، بل واصلت عملها المنزلي إلى أن باغثها زوج ابنتها وهو يحمل رضيعته وأنفاسه متقطعة، لتنوب عنه في حملها، قبل أن يغادر المنزل ويتوارى عن الأنظار. لم تكن تظن أن السكوت المطبق على المكان كان يخفي وراءه جريمة بشعة إلى أن تفاجأت بابنتها وهي عارية مضرجة في دمائها وشعرها منكوش وقطع الزجاج متناثرة هنا وهناك، فأطلقت صرخة مدوية وسارعت الخطى من أجل إبلاغ رجال الدرك لتطويق الحي طمعا في إلقاء القبض على مقترف الجريمة. وعادت بذاكرتها إلى الوراء، مفصحة بقولها إنّ ابنتها لم تكن تطيق المكوث بمنزل عائلة زوجها بسبب خلافات متكررة وضغوط لم تعد تتحملها، خاصة بعدما أمرها زوجها بإلزامية العودة إلى منزل عائلتها لتضع مولودتها لأنه بدون عمل. بعد شد وجذب عادت إلى الحي رفقة والدتها وبعد مرور أيام قليلة، وضعت مولودتها وهي تتحسر على زواجها برجل يتملص من المسؤولية إلى أن تحوّلت الأحداث وتأججت حرارتها، قبل أن تعثر الأم على ابنتها مذبوحة، تاركة وراءها رضيعتها.