شهدت الأيام الماضية حوادث انتحار في كل من مصر ولبنان والمغرب، وهو ما جدد النقاش حول أسباب تنامي تلك الحوادث وكيفية تعامل المجتمع معها، فيما انتقد آخرون الأوضاع التي كانت سببا في إقدام الشباب على هذه خطوة. ففي مصر، قفز طالب مصرى يعاني من الاكتئاب من فوق برج القاهرة، وفي لبنان انتحر لبناني بسبب تردي أوضاعه المعيشية، وفي المغرب انتحرت شابة بتناول سم الفئران كما أحبطت السلطات محاولة انتحار جماعي قبل أيام. وعلى إثر ذلك، أطلق مدونون ومغردون حملات توعية بمخاطر الاكتئاب وبأهمية الحفاظ على الصحة النفسية في ظل تنامي الضغوط النفسية والاجتماعية. حوادث صادمة صدم الرأي العام في لبنان من خبر إقدام المواطن ناجي الفليطي يوم الأحد على الانتحار بسبب تراكم ديونه. https://twitter.com/AlakhbarNews/status/1201428289333555200 وأنحى مغردون لبنانيون باللائمة على “تقاعس الدولة في أداء واجباتها تجاه مواطنيها” فيما طالب آخرون من يعانون من ضائقة مالية بالنزول إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم والمطالبة بحقوقهم. https://twitter.com/rachidossman1/status/1201456057471700993 https://twitter.com/ZanzounHNY/status/1201445486340792320 وفي مصر انتشر مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة في برج القاهرة تُظهر لحظة قفز الشاب نادر محمد جمال، الذي كان يمر بأزمة نفسية حادة، من ارتفاع 187 مترا ما أدى إلى مقتله. https://twitter.com/AbtWhaat/status/1201354351199084545 وانتقد كثيرون نشر بعض وسائل الإعلام لفيديو انتحار الشاب المصري، وهو ما دفع النيابة العامة المصرية “لإجراء تحقيقات موسعة في واقعة نشر جزء من تسجيلات آلات المراقبة ببرج القاهرة؛ والخاصة بواقعة انتحار طالب”، وذلك حسب ما أفادت به وكالة الأنباء المصرية. ورأى كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن نشر الفيديو عمل غير حكيم، كما دعوا إلى التبليغ عنه من أجل حظر انتشاره. وقال حسام إنه اضطر إلى تفادى استخدام تويتر وفيسبوك لكي لا يشاهد فيديو الانتحار المنتشر. https://twitter.com/Hossam94ayman/status/1201444424217182213 واعتبرت هاجر رضوان أن مشاركة الفيديو قد تحفز شبانا آخرين على الإقدام على الانتحار. https://twitter.com/hagerradwan87/status/1201484236987011072 الترويج للوقاية وتفاعل المغردون المصريون مع حادثة انتحار الطالب مطلقين حملة توعية عن الاكتئاب وعن سبل الوقاية من الانتحار. وشجع آخرون على تفادي نشر الفيديو وعلى الاستعاضة عن ذلك بتوعية الصحفيين لما يتعين فعله عند تغطية مثل تلك الحوادث. https://www.facebook.com/JournalismJobs/photos/a.749769481770338/2647800268633907/ وتداول العديد منهم صورة كتب عليها “انتحار الاكئاب حقيقي وليس لعبة. إذا كنت تشعر بالانتحار / الاكتئاب وليس لك صديق. من فضلك تحدث معي. أريدك أن تكون حيا”. https://twitter.com/Alaahassan00/status/1201288357852172289 كما أطلقت صفحة دار الإفتاء المصرية على فيسبوك حملة توعية ضد المرض النفسي ونشرت هاشتاغ #المرض_النفسي_أشد_من_العضوي . https://www.facebook.com/EgyptDarAlIfta/posts/3112208685475559 وفي نفس الإطار شددت وعد نور على أهمية الوقاية من الانتحارعبر بذل “جهد مباشر لوقف أو منع الأشخاص الذين يحاولون أو يفكرون في الانتحار من قتل أنفسهم” مضيفة أن “الطب الحديث يعالج الانتحار باعتباره مشكلة صحية نفسية”. https://www.instagram.com/p/B5i1An6hazT/ ورأت ميا عطوي أن “90% من أسباب الوفاة نتيجة الانتحار هي وجود مرض نفسي يمكن معالجته – لكن هذا لا يغيّب دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تزيد من حدة الضغوطات”. https://twitter.com/MiaAtoui/status/1201251919324491777 وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية نشر في أيلول /سمتمبر المضي فإن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية. ويفوق ذلك عدد من قتلوا في الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي. وتصدرت مصر قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين وفقا لإحصاء أجرته منظمة الصحة العالمية عام 2016، حيث شهدت 3799 حالة انتحار.