الذين تابعوا، أمس الأحد، مباراة فريقي "الرجاء" و"الوداد" بملعب "محمد الخامس"، انبهر بلا شك بالفرجة التي صنعتها جماهير كلا الفريقين قبل بداية المباراة، فرجة أصبحت عنوانا للمدرجات؛ لكنها فرجة تنتهي بمجرد أن يعلن حكم المباراة عن بدايتها حتى تتحول الفرجة التي صنعتها الجماهير إلى لحظات من الملل جعل مباراة الديربي أشبه بمباريات الدرجة الثالثة، الأمر الذي اعتقدت معه الجماهير أنها أمام مسرحية بطلاها كلا الفريقين مسيطرين ولاعبين؛ مسرحية الهدف منها أن تخرج المباراة بالتعادل. لقد اعتقدت جماهير كلا الفريقين أنهما تعرضا للخديعة؛ فلسان الجماهير يقول، ما معنى أن نتحمل عناء صناعة فرجة المدرجات وما يتطلبه الأمر من جهد ومال لنفاجئ بمستوى كروي أشبه بالهواية منه إلى الاحتراف؟!، ما معنى أن يتحول الجمهور إلى صانع الفرجة الوحيد في الملعب؟!.
إنها أسئلة أعتقد أن الإجابة عنها تتطلب اليوم إضافة إلى تشريح معضلة العنف التي تجتاح الملاعب من جوانبها الاجتماعية والثقافية والسياسية وليس الأمنية فقط؛ إلى تشريح واقع كرة القدم في المغرب التي تسلط على تسيير فرقها هواة جعلوا همهم من ترأس الفرق الرياضية تحقيق مطامع شخصية وسياسية؛ ولعل واقع فريقي الرجاء والوداد خير شاهد على ذلك.
جماهير "الوداد" و"الرجاء" تستحق فريقين أحسن كما تستحق مسيرين رياضيين أفضل؛ لكن في المقابل يجب أن تمارس كذلك هذه الجماهير أو القائمين على تأطيرها جهدا أكبر في ذلك؛ لتبقى صورة الجماهير بداية المباراة صورتها نهايتها. فالاعتداء على رجال الأمن أمر مرفوض وغير مبرر، لكن يمكن أن يفسر، وهو أن الذي يساهم في صناعة الشعب واقع اجتماعي وثقافي وتربوي. لكن مع هذا وذاك فإن الفرق الرياضية الهاوية التي تخون جماهيرها بأداء سيء تؤجج حالات الاحتقان. مقال رأي