عادت القيادة الجزائرية إلى التهديدات المباشرة ضد المغرب، بعد التصريحات التي أطلقها نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، أحمد قايد صالح، واتهم من خلالها المغرب بما وصفه ب "وضع الدسائس والمناورات المتواصلة"، قبل أن يختم حديثه بالإشارة إلى تأهب القوات المسلحة الجزائرية لصد كل "التهديدات والمخاطر التي تتربص بالبلاد". وهي التصريحات التي تأتي بعد إقالة الفريق محمد لامين مدين الملقب بالتوفيق، رئيس مديرية الاستعلامات والأمن الجزائري، وسجن معاونه المباشر الجنرال حسان المدعو عبد القادر أيت بوعرابني، وسجن الجنرال بن حديت قائد قوات النخبة الجزائرية المتمركزة في ولاية بشار وهروب بعض الجنرالات الآخرين إلى الخارج. وفي هذا السياق أكد الخبير الاستراتيجي عبد الرحمان المكاوي ل "الأيام" أن قادة النظام الجزائري يلوحون دائما وأبدا بنظرية المؤامرة التي يتفنن فيها النظام الجزائري كلما واجهته صعوبات داخلية، فيلجأ إلى استعمال خطاب الخطر الداخلي والخارجي للتعبئة الداخلية وللقضاء على الخصوم وعلى الأعداء على حد سواء، فتصريحات الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الشعبي، بمناسبة زيارته العسكرية الثانية بوهران، لخير دليل على أن النظام الجزائري يواجه صعوبات داخلية كثيرة وتململا شعبيا، خاصة بعد إقصاء الفريق محمد لامين مدين الملقب بالتوفيق، رئيس مديرية الاستعلامات والأمن الجزائري، وسجن معاونه المباشر الجنرال حسان المدعو عبد القادر أيت بوعبرايني، وسجن كذلك الجنرال بن حديت قائد قوات النخبة الجزائرية المتمركزة في ولاية بشار، وهروب بعض الجنرالات إلى فرنسا، خاصة الجنرال الذي كان مكلفا بالأمن الرئاسي، يقول المكاوي. وأضاف ذات المتحدث أن الجزائر تعرف في الآونة الأخيرة تذمرا شعبيا بسبب هبوط أسعار البترول، وتحولات سياسية بسبب مشكل خلافة الرئيس، وانتصار الجناح الرئاسي على الجناح المخابراتي بقيادة شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة، إضافة إلى ما يواجه المغرب العربي من مخاطر عديدة، تصنف المنطقة على أنها منطقة ملتهبة على اعتبار أن حدود الجزائر باتت مشتعلة على مستوى تونس وليبيا وكذلك على مستوى حدودها الجنوبية، التي تعرف نوعا من الاستقرار، فإن القادة في الجزائر يحاولون باستمرار بصفة مباشرة أو غير مباشرة، عندما تتوتر الأوضاع عندهم، الترويج لنظرية المؤامرة التي كانت دائما تستعمل عندما تواجه الجزائر منعرجات داخلية خطيرة تهدد النظام، من أجل زيادة الالتحام الداخلي ضد العدو الخارجي، وكذلك لتخوين وترهيب أعدائها بالداخل، خاصة وأن المعارضة الجزائرية أصبحت الآن أكثر تنظيما وأكثر فعالية وهددت بالنزول إلى الشارع. هذا واعتبر عبد الرحمان المكاوي أن ضغط الرأي العام الجزائري هو الذي دفع بالرئاسة إلى إظهار بوتفليقة في مجلس وزاري، يوم 6 أكتوبر الجاري، على أساس أنه هو الذي يدير دفة الحكم، مستبعدا أن تكون التغييرات الأمنية في الجزائر قد غيرت من العقيدة العسكرية الجزائرية تجاه المغرب، في الوقت الذي توقع فيه المكاوي بأن العلاقات الجزائرية المغربية والحدود بينهما مقبلة على توتر قد يفتح الباب نحو صراع مسلح بصفة مباشرة أو غير مباشرة.