أقسام غارقة في الوحل، حولتها انجرافات التربة إلى اسطبلات بالشتاء، مشرعة النوافذ، مكسورة الأبواب والزحاج. تلامذة يستعدون لموسم جديد بهذه الفرعية التي تدرس بها تلاميذ من المستوى الأول ابتدائي إلى السادس بنظام التفويج، دون التمكن من كتابة اسمهم، بالعربية. غيضٌ من فيضِ، ما نقلهُ ناشطون بجماعة تزكان، وهو ما يؤكده أساتذة يتضورون ألما وحزنا على حال مدرسة في الحضيض. فرعية "دار نسوق" التابعة لمجموعة مدارس "تاسيفت" بدورها أضحت غير ملائمة، لاستقبال التلاميذ، حيث بات من العادي والمألوف أن يتوقف التعلِيم بين الفينة والأخرى، وهناك من التلاميذ من قضَى اكثر من اربع سنواتٍ فِي المدرسة دون أنْ يتمكن من امتلاك ناصية الكتابة والقراءة بالعربيَّة، وضعٌ يدقُّ معه الناشط الجمعوي بالمنطقة، مصطفى العمراني، ناقوس الخطر، منبهًا إلى إلى أنَّ هناك ازمة كبرى في البيئة التربوية للاطر والتلاميذ . الناشط ذاته، قال "إن المدرسة تفتقرُ لكثيرٍ من التجهيزات الضروريَّة، ويضعُ تلامذتها وآباؤهم أيديهم على قلوبهم، متى ما هطلَ المطر، وبدأت الانجرافات، التِي تقعُ المدرسة فِي مهبِّهَا، دون أن تبادر جماعة تاسيفت التي تقع الفرعية في قلبها إلى إِصلاح المدرسة، وتحويل مجرَى الوادِي الصغير، بما لا يعرض حياة التلاميذ للخطر. مجموعة مدارس تاسيفت، بنياببة شفشاون، أضحت بمثابة ثكنة مهحورة وملاذا للكلاب والمشردين، ونقطة خطيرة، اتواجدها وسط مجرى النهر والسيول بين حدود جماعة تاسيفت وتزكان. أب أحد التلاميذ يقول ل"الأول" إن "الوضع المزري بالفرعية لايزال مستمرا، وسط تجاهل المسؤولين"، متسائلا في الوقت ذاته: "كيف يتم الحديث عن جودة التعليم أمام الغياب التام لأبسط شروط التمدرس، في ظل اختزال المدرسة في حجرة يتيمة، غير مربوطة حتى بشبكة الكهرباء، ولا مرافق صحية فيها".