بعد الحديث الذي راج بقوة عن أن مجموعة حمدي ولد الرشيد المعارضة لحميد شباط، فتحت مفاوضات مع كل من عبد القادر الكيحل وعبد البقالي، المحسوبين على تيار شباط، على أساس الاتفاق معهم على الانقلاب على هذا الآخير والالتحاق بمجموعة ولد الرشيد الذي أعلن دعمه ترشيح نزار بركة لمنصب الأمين العام، ظهرت أولى المؤشرات المادية على ذلك بنشر جريدة "العلم" التي يديرها عبد الله البقالي، مقالا لنزار بركة، بعدما كان البقالي قد رفض، في مناسبة أخرى، نشر مقال لبركة مما اضطر هذا الأخير لنشره في جريدة أخرى. وحسب مصادر "الأول" فإن ولد الرشيد طالما توعد، أمام أنصاره، بتنحية البقالي من على رأس "العلم" خصوصا بعدما كان هو (ولد الرشيد) أول من أخبر موقع "الأول" بأن البقالي رفض نشر مقال نزار بركة. وأضافت المصادر أن جهات نبهت ولد الرشيد إلى أن تعويضات البقالي المالية ستكون ثقيلة، في حالة أراد الحزب تسريحه، ناصحة إياه بفتح قناة لاستمالته "لأن البقالي ليس انتحاريا، ولا يمكن أن يتبع شباط إلى النهاية وهو يراه يتقهقر". في هذا السياق، نشرت جريدة "العلم" في عدد اليوم الاثنين، مقالا لنزار بركة، بعنوان: "وننطلق جميعا نحو التغيير"، انتقد فيه حفيد علال الفاسي الوضع داخل حزب الاستقلال ب "المأزوم والهش الذي يعتري الحزب بتداعياته المختلفة الداخلية والخارجية". مضيفا أن "الاستقلاليات والاستقلاليين، وهم يقيّمون اليوم حصيلة الحزب في أقاليمهم وعلى الصعيد الوطني والسياسي، ويتتبعون ما عاشه البيت الاستقلالي في الأشهر الماضية من غليان ونقد ذاتي وصحوة ومساعي، يجدون أنفسهم اليوم منخرطين – لتجنب قيادة الحزب نحو المجهول- في خيار إعادة الاعتبار للحزب ورص وحدة الصف، وفسح المجال امام الجميع للمساهمة في إعادة البناء وبلورة ملامح ومضامين المشروع الذي يقترحه، وبكيفية تشاركية". وبشكل ضمني أشار بركة إلى الصراع المتوقع أن ينشب في القادم من أيام بينه وبين خصمه حميد شباط على مستوى المؤتمرات الإقليمية السابقة لانعقاد المؤتمر الوطني 17، وقال: "ليست المؤتمرات الإقليمية فقط استحقاقا تنظيميا اعتياديا في تدبير زمن وسيرورة المؤتمر العام، وإنما هي بالأساس اللحظة التي ينطلق فيها مسلسل التقييم والمحاسبة والنقد والنقد الذاتي، والاختيار الحر للمشروع الذي نرتضيه للحزب، وللمناضلات والمناضلين، اختيار الأجدر لقيادة وتفعيل هذا التغيير، قبل أن يستكمل هذا المسلسل دورته خلال المؤتمر العام".