على ما يبدو أن الصراعات داخل البيت الاستقلالي انتقلت من حرب البلاغات والتجمعات والتنظيمات إلى حرب جديدة ليست سوى حرب صور. فقد خلقت الصورةالتي التقطت لكل من حميد شباط وبجانبه في الصف الأمامي نزار بركة، خصمه القوي في سباق منصب الأمين العام للحزب المؤتمر المقبل، في ليلة الرواد التي نظمتها شبيبة الحزب بمسرح محمد الخامس بالرباط أمس الجمعة لتكريم عدد من الوجوه الإعلامية والثقافية ، خلقت موجة من التعليقات والتفسيرات المتناقضة في شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك وكذلك على صفحات عدد من المنابر الإعلامية. فهناك من اعتبرها تناقضا غير مفهوم بين شخصين اتهما بعضهما البعض بالتخوين، وعدم الكفاءة في إدارة حزب كبير كالاستقلال. وفي هذا الصدد أفاد أحد الأطر الشبابية التي نظمت الحفل، والمقربة من حميد شباط، أن الدعوة لحضور اللقاء وجهت لجميع القيادات، وأنه كان هناك توقع بعدم حضور بركة لكون الشبيبة ظلت محسوبة لمدة طويلة على شباط بواسطة حليفه عبد القادر الكيحل، غير أن نزار بركة حضر اللقاء ليعبر عن فكرة مفادها أنه استطاع اقتحام آخر معقل لشباط ألا وهو الشبيبة الذي كان إلى حدود اسابيع قليلة مجالا حصريا للأمين العام الشيء الذي يؤكد فعلا تقدم نزار بركة ويثبت أيضا نفور الاستقلاليين عن شباط ومن بينهم الكيحل وشبيبة الحزب. ومن جانب آخر، أفاد نفس المصدر الذي فضل عدم كشف هويته أن المنظمين هم من قرروا إجلاس نزار بجانب شباط، للتعبير عن روح التنافس والندية وليس كمتحالفين، نزار الآن أصبح يقتسم مع شباط مجال النفوذ، وهذه المرة مجال الشبيبة التي تعتبر من اكثر التنظيمات ولاء لشباط، حسب المصدر. وأوضح ذات المصدر أن قول الحقيقة يقتضي أن نذكر بكون نزار بركة منسجم مع مبادرته وتصوره لإنقاذ الحزب ولايكن الكراهية الشخصية لأحد، بل كل ما في الأمر أنه يعتبر أسلوب شباط وطريقته في تدبير شؤون الحزب خطرا على التنظيم وعلى مستقبله وعلى تموقعه السياسي. مضيفا أن نزار بركة يعتبر أن تجاوز الوضع المأزوم الذي يعيشه الحزب والحفاظ على وحدته وتماسكه، لا يمكن أن يتم إلا بأن يكون الجميع طرفا في الحل، بما يقتضيه الأمر من نقد ذاتي وتقييم موضوعي وصريح، وتجاوز للأنانيات، وترك الاختيار الديمقراطي الحر بيد المناضلات والمناضلين في المؤتمر المقبل للحزب.