يبدو أن الصراعات الداخلية عادت من جديد للواجهة داخل حزب الاستقلال، بعد الانقلاب الذي حدث في نقابة الحزب والذي تم من خلاله إبعاد حميد شباط. ووصف مصدر مقرب من حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال محاولات نزار بركة تلميع صورته أمام الاستقلاليين و تقديم نفسه كمنقذ للحزب، بمستحضرات التجميل والمساحيق "البالية"، حسب تعبيره، والتي لن تنفع في تزيين ما هو غير مقبول أصلا، و لن تفلح في تغيير طبيعة الأشياء. واعتبر ذات المصدر نزار بركة مرشحا بإسم "قوى خارج الحزب"، متحالفة ضد شباط لم يحددها بشكل واضح. و أضاف ذات المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، أن الأغلبية المطلقة من الاستقلاليين أصبحت اليوم أكثر تشبثا باستقلالية الحزب في إتخاذ قراراته، و بأنها ستدعم حميد شباط لولاية ثانية لأنه قاد بالفعل-حسب رأيه- معركة الكرامة بإسم كل شرفاء الحزب حين رفض المشاركة في مؤامرة الانقلاب على الإرادة الشعبية التي افرزتها الانتخابات التشريعية حسب تعبيره. و بخصوص حظوظ نزار بركة في هزم حميد شباط، أشارت بعض المصادر المقربة من ولد الرشيد بأن هذا الأخير إلى جانب قيوح ومضيان و آخرين غير مقتنعين بنزار بركة نظرا لبعده عن الاستقلاليين و اتهامه بمرشح "مفروض" يعيش في عالم آخر بالإضافة إلي انتمائه لآل الفاسي، حسب ذات المصدر، و أن هناك تخوفا حقيقيا من أن لا يكون المرشح المناسب لهزم شباط، و الذي تفيد الأخبار المسربة من دواليب الحزب بأنه في وضع مريح بعد أن تحكم في الهياكل التنظيمية. و أمام صعوبة مراهنة خصوم شباط على نزار بركة يبدو أن هناك خيارات أخرى للدفع بقيوح الابن او عمر احجيرة أو ولد الرشيد نفسه باعتبار انحداره من الصحراء بما لذلك من انعكاس إيجابي على القضية الوطنية وعلى الديبلوماسية الموازية، كما يؤكد المصدر أن هناك بحث عن شخصية استقلالية بها قوة شخصية وكفاءة. وحسب ما يروج فإنه من المحتمل جدا أن تتزايد الضغوط على شباط إذا لم يجد مناوؤوه بديلا قويا ومقنعا لمنصب الأمين فإنه سيظطر للإعلان عن ترشيحه في أقرب الآجال للأمانة العامة لحزب الميزان.