توجه وزراء حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) مساء اليوم، مباشرة بعد تعيين الملك للحكومة المغربية الجديدة، إلى بيت أمينهم العام عبد الالاه بنكيران، رئيس الحكومة السابق، الذي لم يتمكن من تشكيل حكومته الثانية. الرسالة التي تبعثها الصورة، حيث بدا فيها وزراء المصباح متحلقين حول "الزعيم"، لها مستقبلين كثيرين؛ وهم في نفس الوقت جزء من الرسالة نفسها، التي تحتمل العديد من القراءات أبرزها في تقديري كما يلي، حسب الأهمية: أولا رسالة داخلية؛ تهم مناضلي العدالة والتنمية؛ والسعي نحو كسب الشرعية الرمزية للحكومة الجديدة داخل الحزب، ومغازلة قواعده المتعلقة بشخص الأمين العام عبد الإله بنكيران بعدما قدم سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الجديد، العديد من التنازلات في تشكيل حكومته المعلنة اليوم، وهو ما خلف عدم رضى الكثيرين من منخرطي التنظيم كما أظهرت ذالك تدويناتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. ومقالات قياديين بارزين، لم يتم توزيرهم. ثانيا رسالة خارجية؛ موجهة لكل من يهمه الأمر: القصر ومحيطه، الأحزاب وبقية الشعب… مفادها بأن حزب العدالة والتنمية صف واحد وسيستمر في نفس "الاصلاحات"، التي بدأها في الحكومة السابقة، وقادها أمينه العام الذي فشل أو تم إفشاله في تشكيل حكومته الثانية بعد انتخابات 7 أكتوبر الماضي؛ وفي ذلك تضامن مع "الزعيم". وهناك رسالة ثالثة للصورة؛ خفية وظاهرة، قد تكون نتيجة رد فعل؛ سريع وغير محسوب أو مدروس ومقصود مفادها أن سعد الدين العثماني رئيس فقط على وزراء حزبه، الذين تمكن فعلا من اقتراحهم في الحكومة الجديدة، وأن باقي الوزراء لا يد له في اختيارهم ومن تمت لا سلطة للرجل عليهم كرئيس للحكومة. *إعلامي مقيم بإيطاليا وباحث في السينما، الميديا وفنون العرض بجامعة تورينو