على عكس ما ذهب إليه محمد يتيم من وصف منتقدي مسار سعد الدين العثماني في تشكيل حكومته، وقبوله بالاتحاد الاشتراكي، واصفاً إياهم ب"كتائب المكر"، خرج عبد العالي حامي الدين القيادي في صفوف "البيجيدي"، ليؤكد على أن الكثيرين ممن انتقدوا قبول الحزب بشروط لم يكن يقبلها في السابق، دافعهم الأساسي هو الحفاظ على نجاح هذه التجربة من الفشل، لأن فشلها سيكون مكلفا للجميع وهذا ما لايريد أن يستوعبه البعض". ودعا حامي الدين قيادات حزبه المنتقدين إلى "ضرورة الإنصات للتنبيهات الصادرة عن أعضاء الحزب والمتعاطفين معه والمتتبعين لمساره". مشيراً في بعض من ما جاء في مقال له ستنشره جريدة "أخبار اليوم" في عددها ليوم غد الأربعاء، "كما لا ينبغي الاستهانة بذكاء المناضلين، فهم يميزون بفطرتهم السليمة بين الصدق والكذب والتقية، بين التحليل العقلاني والتحليل العاطفي، بين نظرية المؤامرة والتحليل الملموس للواقع الملموس" معتبراً "ضرورة وضع حد لنظرية المؤامرة التي تفترض أن كل ما يصدر من انتقادات في حق الحزب كلها نابعة من الحقد أو بسوء نية". ويظهر من كل هذا أن بوادر التناقض المضمر داخل بيت حزب العدالة والتنمية بدأت تظهر للعلن، والذي حاول ما من مرة قياديوه الحديث عن عدم وجوده، وعن وحدة الصف الحزبي، فهل يؤكد هذا أن التخلي عن بنكيران بالإضافة إلى التخلي عن المنهج الذي اتخذه في تشكيل الحكومة، من قبل العثماني سيمر مرور الكرام، أم سيكون له انعكاسات على بيت "البيجيدي"؟