نشرت أحزاب اليسار في فرنسا المؤلفة من حزب الخضر والحزب الاشتراكي وفرنسا الأبية والشيوعيين بيانا رسميا مساء الإثنين أعلنت فيه عن اتفاقها على "تشكيل جبهة شعبية" مؤكدة عزمها على تقديم "ترشيحات موحدة منذ الدورة الأولى" في الدوائر الانتخابية لخوض غمار الانتخابات التشريعية التي أعلن عنها إيمانويل ماكرون مساء الأحد إثر حلّ الجمعية الوطنية. انتخابات حُدد موعدها بشكل مفاجئ عقب نتائج الانتخابات الأوروبية التي تصدر خلالها اليمين المتطرف متجاوزا الأحزاب التقليدية في فرنسا، إذ حصد نحو أربعين بالمئة من الأصوات إذا جمع حزب مارين لوبان "التجمع الوطني" وحزب إيريك زمور "حزب الاسترداد". اليسار الفرنسي الذي تميز بتشتته في المواعيد الكبرى إلى حد الآن – الانتخابات الرئاسية الأخيرة والانتخابات الأوروبية في 2019 والتشريعية في 2022 – يبدو كما لو أنه اكتشف واقعا سياسيا فرنسيا جديدا مع الصعود القوي وغير المسبوق لليمين المتطرف، يحاول اليوم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال هذه "الجبهة الشعبية" الجديدة. وفي مقابلة مع قناة "تي إف 1" ، قال رئيس حزب "الجمهوريون" اليميني إريك سيوتي الثلاثاء "نحن بحاجة إلى التحالف، مع الحفاظ على هويتنا،… مع حزب التجمع الوطني ومرشحيه". ويعتبر موقف كهذا، مثيرا للجدل داخل حزبه، وريث الديغولية. وعلّل سيوتي ذلك قائلا إن اليمين يحتاج إلى هذا التحالف للاحتفاظ بمقاعده في الجمعية الوطنية حيث يمثله 61 نائبا، العديد منهم لا يتفق مع سياسة رئيس الحزب. وفور هذا الإعلان، رحبت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان برغبة سيوتي معتبرة أنها "خيار شجاع" وتنم عن "الإحساس بالمسؤولية". وقالت لوبان "أربعون عاما من التهميش الزائف تتلاشى بعد أن تسببت في خسارة العديد من الانتخابات". اليمين المتطرف يتصدر استطلاعات الرأي وفاز التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية في فرنسا بفارق كبير بحصوله على 31,36 % من الأصوات متقدما على الأغلبية الرئاسية التي حصلت على 14,6 % والحزب الاشتراكي ب13,83 %. وعلى إثر ذلك، وبشكل مفاجئ، حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد الجمعية الوطنية ودعا لانتخابات تشريعية مبكرة تجرى دورتها الأولى في 30 حزيران/يونيو والثانية في السابع من تموز/يوليو. وفي دراسة لمعهد "آريس إنتراكتيف-تولونا" لحساب وسائل إعلام فرنسية أجريت غداة إعلان حل الجمعية الوطنية، تصدر التجمع الوطني نوايا التصويت مع 34 بالمئة. وحل اليسار مجتمعا في المرتبة الثانية مع 22 بالمئة من نوايا التصويت (حصد 25,7 بالمئة في انتخابات 2022) ومعسكر ماكرون ثالثا مع 19 بالمئة (مقابل 25,8 بالمئة) وحزب "الجمهوريون" اليميني رابعا مع تسعة بالمئة (مقابل 11,3 بالمئة). إلى ذلك، وبحسب معهد الاستطلاع سيحصد التجمّع الوطني أغلبية نسبية تتراوح ما بين 235 و265 مقعدا، مقابل 89 حاليا في الجمعية الوطنية.