دعت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين إلى إخلاء مناطق من مدينة رفح يوم الاثنين، فيما بدا أنه استعداد لهجوم تلوّح به منذ فترة طويلة على نل تصفه بمعاقل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني نزحوا جراء الحرب. وقال شهود إن بعض الأسر الفلسطينية خرجت متثاقلة تحت أمطار الربيع بعد أن تلقت رسائل تهديد من خلال رسائل نصية واتصالات هاتفية ومنشورات باللغة العربية بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة إنسانية موسعة" على بعد 20 كيلومترا. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه بدأ في حث سكان رفح على الإخلاء في عملية "محدودة النطاق". ولم يذكر أسبابا محددة، كما لم يذكر ما إذا كان ذلك سيتبعه أي عمل هجومي. وتقول إسرائيل إن رفح تؤوي الآلاف من مقاتلي حماس وإن من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة. ومن شأن أي اجتياح واسع أن يوقع خسائر بشرية كبيرة، وهو ما يثير قلق القوى الغربية وكذلك مصر المجاورة التي تحاول التوسط في جولة جديدة من محادثات الهدنة بين إسرائيل وحماس قد تشمل إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وأثارت خطة رفح خلافات معلنة غير معتادة بين إسرائيل وواشنطن. وفي محادثات مع نظيره الأمريكي، ربط وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عملية الإخلاء يوم الاثنين بالجمود في الجهود الدبلوماسية غير المباشرة، وهو أمر حمّل حماس المسؤولية عنه. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان "خلال مباحثاتهما، ناقش جالانت الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن، وأشار إلى أن حماس ترفض في هذه المرحلة المقترحات المطروحة". وأضاف البيان "أكد جالانت أن العمل العسكري مطلوب، بما في ذلك في منطقة رفح، في ظل عدم وجود بديل". ودعا الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين الفلسطينيين في المناطق الشرقية من رفح إلى الانتقال إلى "منطقة إنسانية موسعة" قريبة، قائلا إنه سيجري "تشجيع... الحركة التدريجية للمدنيين في المناطق المحددة". وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عمليات الإجلاء تتركز الآن على عدد قليل من المناطق المحيطة برفح والتي سيتم توجيه الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم منها إلى مدينتي الخيام في خان يونس والمواصي القريبتين. وقال العديد من سكان رفح إنهم تلقوا اتصالات هاتفية لإخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة، تماشيا مع إعلان الجيش الإسرائيلي. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن الطائرات الإسرائيلية قصفت عشرة منازل في ضربة جوية ليلة الاثنين على رفح، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا وإصابة آخرين. وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين يوم الأحد في هجوم بالصواريخ نفذته حماس بالقرب من رفح، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، بينما قال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 19 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية. وجاء الهجوم على المعبر يوم الأحد في الوقت الذي تضاءلت فيه احتمالات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد على ما يبدو في ظل إصرار حماس على مطلبها الخاص بإنهاء الحرب في القطاع مقابل إطلاق سراح الرهائن وفي الوقت نفسه رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لذلك. وقتل أكثر من 34600 فلسطيني، 29 منهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأصيب أكثر من 77 ألفا جراء العملية العسكرية الإسرائيلية. واتهم مسؤول كبير في الأممالمتحدة إسرائيل يوم الأحد بمواصلة منع وصول مساعدات الأممالمتحدة إلى قطاع غزة، في حين حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من وجود "مجاعة شاملة" في شمال القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون شخص. ورغم أن تصريح سيندي مكين، الذي جاء في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) بثت يوم الأحد، لم يكن إعلانا رسميا بحدوث مجاعة، فقد قالت إنه استنادا إلى "الرعب" على الأرض "توجد مجاعة، مجاعة شاملة، في الشمال، وهي تمضي في طريقها جنوبا".