ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومنظمات الإغاثة العاملة في قطاع غزة الفلسطيني بالغارة الجوية الإسرائيلية التي أصابت يوم الجمعة سيارة إسعاف قال الجيش الإسرائيلي، دون تقديم أدلة، إنها كانت تقل مسحلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت وزارة الصحة ومدير مستشفى وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القطاع الذي تديره حماس إن الضربة الإسرائيلية استهدفت قافلة من سيارات الإسعاف كانت تجلي جرحى من منطقة شمال غزة المحاصرة. وقال محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي الذي أصيبت عنده سيارة إسعاف، إن 15 شخصا قتلوا في هذا الهجوم في حين أصيب 60 آخرون. وأضاف أن غالبية القتلى والجرحى كانوا يقفون عند بوابة المستشفى ولم يكونوا داخل سيارات الإسعاف. وقال الجيش الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة إنه سيقدم مزيدا من الأدلة على أن حماس كانت تستخدم سيارة الإسعاف التي قصفها لنقل مقاتلين وإن الحركة تستخدم سيارات الإسعاف لنقل المسلحين والأسلحة "كأسلوب للعمليات" بينما نفت حماس الاتهامين. وقال جوتيريش في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت "أشعر بالفزع من تقارير الهجوم على قافلة من سيارات الإسعاف في غزة". ونددت منظمة الصحة العالمية بالهجوم ووصفته منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية بأنه "بشع… ومستوى متدن جديد في تيار لا نهاية له من العنف غير المعقول". وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن القافلة المؤلفة من خمس سيارات إسعاف كانت تنقل جرحى الهجمات الإسرائيلية من مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى معبر رفح الحدودي مع مصر. وكانت الرحلة تتطلب العبور من النصف الشمالي من القطاع، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية بالكامل الآن، إلى المنطقة الجنوبية حيث لم ترسل إسرائيل بعد قواتها البرية لكنها تقصفها أيضا. وقال أبو سلمية إن المصابين الذين تم إجلاؤهم في القافلة أُدرجت أسمائهم في رفح للسماح لهم بدخول مصر. ولم ترد وزارة الصحة المصرية حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق لكن بيانا أصدرته أمس ذكر أن من المتوقع وصول 28 مصابا إلى رفح في ذلك اليوم. يأتي الهجوم الإسرائيلي الذي يهدف إلى القضاء على حماس ردا على الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر على بلدات إسرائيلية والذي تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1400 شخص. وتقول السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة 9488 حتى الآن. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قافلة سيارات الإسعاف اضطرت يوم إلى العودة على بعد نحو أربعة كيلومترات من المستشفى لأن الطريق كان مغلقا بالركام الناتج عن القصف. وأضافت أنه في أثناء عودتها عبر مدينة غزة، وعلى بعد حوالي كيلومتر واحد من المستشفى، أصيبت سيارة الإسعاف الرئيسية بصاروخ عرضها لأضرار وأدى لإصابة أفراد طاقمها ومصاب كان بداخلها. وقالت الجمعية إن إحدى سيارات الإسعاف الخمس في القافلة تابعة لها وكانت تقل امرأة تبلغ من العمر 35 عاما بعد إصابتها بشظايا. وأضافت أنه لدى إنزال المرأة من سيارة الإسعاف عند بوابة المستشفى، أصاب صاروخ آخر السيارة مما أدى إلى إصابة السائق وأحد المسعفين. وتحققت رويترز من مقاطع مصورة أظهرت بعد ذلك العديد من الأشخاص ممددين في برك من الدماء بالقرب من سيارات الإسعاف. ونقلت منظمة أطباء بلا حدود عن أحد أطبائها العاملين في مستشفى الشفاء، والذي عرفته باسم الدكتور عبيد، قوله "كنا نقف داخل بوابة المستشفى عندما أصيبت سيارة الإسعاف مباشرة أمامنا. وبعدها تناثرت الجثث ملطخة بالدماء في كل مكان". وردا على سؤال حول الحادث، قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف "نشعر بالحزن عندما نرى الخدمات الطبية في غزة تتعرض للخطر". وأضاف المتحدث أن لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "سجلا حافلا في تقديم خدمات إنقاذ الحياة. ومثل جميع المنظمات التي تشكل جزءا من حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فهي ملتزمة بما يلي: مبادئ الحياد والنزاهة".