بعد التسريبات "العنصرية" المنسوبة إلى القيادي الاستقلالي حمدي ولد الرشيد، والتي وصف فيها، حسب ما تداولته مواقع وجرائد عدة، عمر العباسي، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، بأنه "حرطاني" وأن نسبه هذا يمنعه من الترشح على رأس لائحة شباب حزب الاستقلال، وهو "التصريح" الذي أكده قياديون استقلاليون، قبل أن يخرج عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، لينفيه في فقرة صغيرة وعامة، ضمن بيان عام. اتصل موقع الأول بثلاثة وجوه حقوقية للتعليق على الموضوع. الزهاري: إذا كان ما تسرب عن حمدي ولد الرشيد صحيحا فيجب طرده قال محمد الزهاري الرئيس السابق للعصبة المغربية لحقوق الإنسان في اتصال مع موقع "الأول" إن "ما نسب للقيادي الاستقلالي حمدي ولد رشيد من أنه وصف الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية عمر العباسي، ب"الحرطاني"، وسليل "سلالة العبيد"، إن صح، يبقى وصفا عنصريا". وأضاف الزهاري: "ما أثار انتباهي هو عدم صدور أي توضيح أو تصريح للمعني بالأمر عمر العباسي ، وكأن الأمر لا يهمه مطلقا". وتساءل الزهاري موجها كلامه لقائد الشبيبة الاستقلالية: "هل يمكن أن نتصور أن شخصا فرَّط في كرامته وتركها تمرغ في الحضيض مؤهل ليتولى مهام نيابية يدافع من خلالها عن قضايا الشعب والأمة؟" وطالب الزهاري قيادة حزب الاستقلال ب"توضيح هذا الأمر للرأي العام وللمناضلات والمناضلين" مضيفا أن قيادة "الاستقلال" إذا لم تقم بذلك ف"ستكون متورطة في جريمة التستر على جريمة كبرى مرتبطة بزرع الحقد والكراهية ، والتمييز العرق". وتابع الزهاري الذي يشغل أيضا منصبا قياديا داخل حزب الاستقلال، قائلا:" إذا كان ما تسرب عن حمدي ولد الرشيد صحيحا فيجب طرده، بل وتقديم شكاية إلى النيابة العامة لتحريك المتابعة ضد من تسول له نفسه نهج هذا السلوك الذي ناضل رواد الحزب وقادته من أجل التصدي له، وضحوا من أجل مناهضة هذه الأفكار العنصرية والحاطة بالكرامة ". منجب: القرار السليم هو طرد ولد رشيد في نفس السياق قال المؤرخ المعطي منجب ل"لأول": إذا صح هذا الكلام بالفعل، فإن القرار السليم الذي يجب على حزب وطني مثل حزب الاستقلال اتخاذه هو طرد حمدي ولد رشيد من صفوفه". مضيفا "هذه ليست المرة الأولى التي تصدر مثل هذه التصريحات عن بعض قياديي حزب الاستقلال. فقد سمعنا قبل مدة تصريحا لقيادي استقلالي يتهكم فيه على أحد زعماء تيار "لا هوادة" عندما كان التيار في صراع مع القيادة الحالية، يصفه فيه ب"سفير غينيا بالرباط". وأشار منجب إلى أن "مثل هذا الأمر شكل مشكلا حقيقي داخل حزب الاستقلال بعد الاستقلال في الفترة ما بين 1958 و1959، عندما كان الحزب يضم كل فئات الشعب المغربي من مختلف الأعراق والأجناس، ومن بينهم قيادات محلية تنتمي إلى "الحراطنة"، حين رفض مجموعة من أعضاء الحزب أن يمثل هؤلاء "الحراطين" في القيادة الحزبية". وتابع منجب "لكن قيادة الحزب حسمت في الأمر بأن قالت إن حزب الاستقلال يساوي بين جميع المغاربة مهما كان لونهم أو عرقهم. وقد غادر الحزب مجموعة من الغاضبين على هذا القرار السليم إلى أحزاب مغربية أخرى". الهايج: هذه تصريحات عنصرية وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء من جهته قال أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تعليقا على وصف ولد رشيد للعباسي ب،"الحرطاني" بأن "هذه التصريحات إن صحت فإنها تعيد إنتاج خطابات عنصرية بالية، كانت في القديم وتجاوزناها". وأشاء على أن "المغرب صادق على المعاهدات الدولية بهذا الخصوص، وحتى الدستور المغربي والقانون الجنائي يجرمان هذه الخطابات العنصرية". وأضاف الهايج بأن "هذه التصريحات تصنف ضمن الممارسات العنصرية وعلى المتضررين منها اللجوء إلى القضاء، ليس لرد الاعتبار الشخصي فقط بل لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات". وأكد الهايج على أن هذا الخطاب "يتنافى بشكل كلي مع حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا".