قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، إن المغرب يقوم من خلال المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن بمجهودات جبارة قصد جلب المستثمرين والشركات الأجنبية المختصة، بغية، تثمين الإمكانات النفطية والغازية، وبالتالي اكتشاف هاته الموارد والتي "نحن في أمس الحاجة إليها لتقليص تكاليف الفاتورة الطاقية لبلادنا". وأضافت الوزيرة بنعلي، في معرض ردها على سؤال كتابي للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية حول "حصيلة التنقيب عن الغاز والنفط"، أنه تم اكتشاف الغاز بكل من الغرب، والصويرة، ومؤخرا بتندرارة بالجهة الشرقية للمغرب، وكذا بسواحل العرائش بداية سنة 2022، كما توجت الجهود المبذولة من طرف المكتب وشركائه في التنقيب عن الغاز باكتشاف مكامن غازية منتجة بحوض الغرب، والتي بالرغم من صغر حجمها، تعد مهمة ومربحة من منظور اقتصادي، وذلك بفضل تواجد شبكة أنابيب غازية مهمة، تربط هاته المكامن بالمصانع المتواجدة بإقليم القنيطرة والتي يتم تزويدها بهذا الغاز. وبخصوص حوض الصويرة، كشفت الوزيرة أنه بدأ إنتاج الغاز والغاز المكثف من هذا الحوض منذ ثمانينات القرن الماضي، ولازال الإنتاج مستمرا برخصة الامتياز "مسقالة"، موضحة أنه يتم نقل الغاز المنتج في هذا الحوض إلى المركز المنجمي للمجمع الشريف للفوسفاط باليوسفية، لتلبية الاحتياجات الطاقية لوحدات تجفيف وكلسنة الفوسفاط، كما يتم بيع المكثفات إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وفيما يتعلق بمنطقة تندرارة، أبرزت وزيرة الانتقال الطاقي، أن شركة "ساوند إينيرجي"، قامت بحفر آبار استكشافية، واعتمادا على أشغال مسح ومعالجة واستقراء بيانات الاهتزازات الثلاثية الأبعاد اثنتان منها، تأكد وجود الغاز الطبيعي، مؤكدة أنه بناء على هذه النتائج المشجعة تم منح امتياز الاستغلال تندرارة في غشت 2018 لتطوير مكمن الغاز وسينطلق إنتاج هذا الاكتشاف عبر مرحلتين، المرحلة الأولى تعتمد على تنفيذ مشروع صغير للغاز الطبيعي المسال LNG، وفي المرحلة الثانية تزويد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي- أوروبا GME، بعد إنجاز مشروع خط أنبوب طوله 120 كلم يربط بين الحقل وخط أنبوب المغرب العربي أوروبا GME. أما منطقة العرائش البحرية، تضيف الوزيرة، فقد قام المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وشريكه شاريوت، بعد إنجاز الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية، بحفر بئر استكشافية في عرض سواحل العرائش، وذلك بين الفترة الممتدة من منتصف شهر دجنبر 2021 حتى منتصف شهر يناير من السنة الحالية 2022، حيث أبانت نتائج عملية الحفر وما تلاها من استخلاص بيانات أولية عن وجود إمكانات غازية بهذه المنطقة. وبالنسبة للمناطق الأخرى، يواصل المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن وشركاؤه مجهودات التنقيب، إذ يتم إنجاز دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية معمقة، من أجل تقييم وتثمين المؤهلات النفطية للأحواض الرسوبية المغربية، ويتعلق الأمر بالمناطق البرية كرسيف وسيدي مختار، وكذا المناطق البحرية موكادور انزكان طرفاية والداخلة. كما أن المكتب يقوم بدراسات جيولوجية وجيوفيزيائية تقييمية بإمكانياته الذاتية بكل من المقاطع البحرية الأطلسية طنجة طرفاية طرفاية الكويرة والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك بالمناطق البرية الراشيدية العيون- بوجدور والزاك، وكنتيجة لهذه الأشغال وللاستراتيجية المتبعة من طرف المكتب، من أجل استقطاب عدد مهم من الشركاء، تم استثمار ما مجموعه 29,4 مليار درهم ما بين سنة 2000 وسنة 2022 في مجال التنقيب عن الهيدروكاربورات 96% منها ممولة من طرف الشركاء.