بينما يعيش المغاربة حالة من الفرحة العارمة بسبب مايحققه المنتخب الوطني من إنجاز تاريخي وغير مسبوق بمونديال قطر، والاشعاع العالمي من خلال تصرفات اللاعبين المغاربة مع والداتهم وابائهم، وحجم التعاطف الدولي والاعجاب الكبيرين معهم، شكل ملف تدبير تذاكر المباريات التي يخوضها المنتخب الوطني منذ التأهل إلى دور 16 النقطة السوداء التي تحولت إلى كارثة حقيقية ليلة أمس الثلاثاء، عندما كاد يتطور الأمر إلى مناوشات بين الأمن القطري والجماهير المغربية الغاضبة بسبب عدم حصولها على التذاكر. في البداية توافدت الجماهير المغربية منذ التاسعة مساءً من يوم الاثنين، على جنبات الملعب الجنوبي، عندما انتشرت أخبار تقول أن الجامعة المغربية لكرة القدم ستقوم بتوزيع التذاكر بالمجان على الجماهير المغربية من أجل حضور مباراة نصف نهائي المغرب ضدّ فرنسا، وظلت الجماهير المغربية، نساء رجال، وأسر بأكملها، مرابطة في طوابير طويلة طيلة الليل، حوالي 8 إلى 9 ساعات وأكثر، حتى إنطلاق التوزيع. وحسب مصادر كانت حاضرة بعين المكان، "لقد تحملت الجماهير المغربية هذه المعاناة من أجل الحضور لتشجيع المنتخب الوطني، ومساندة العناصر الوطنية في مهمتها التاريخية، لكن تدبير مسؤولي الجامعة كان كارثيا، حيث أن العديد من التذاكر منحت لمن تربطهم علاقات ببعض النافذين في الجامعة". وأضافت ذات المصادر، " هناك من تمكن من الحصول على تذكرة. لكن أغلب من كانوا حاضرين وقضوا ساعات طويلة جداً من أجل ذلك لم يتمكنوا من الحصول على تذكرة لحضور مباراة المنتخب الوطني ضد فرنسا، مما تسبب في غضب كبير كاد أن يتحول إلى مناوشات مع رجال الأمن القطري". وأفادت ذات المصادر: "منذ البداية كان بودريقة هو المكلف من داخل الجامعة بهذا الملف، ويروج ان العديد من المقربين منه تحصلوا على التذاكر من دون معاناة بل أن العديد منهم تحصلوا عليها بالهاتف، وهو ما يكرس منطق المحسوبية والزبونية". من جهته نفى محمد بودريقة في تصريح لوسائل الإعلام صحة ما يروج من اتهامات ضده، قائلاً: "الجامعة قامت بواجبها تجاه الجماهير المغربية لكن العدد كان محدوداً، بالاضافة إلى أن عملية توزيع التذاكر تتم تحت إشراف الأمن القطري بواسطة محضر يدون فيه العدد الذي سيوزع وأيضاً تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم.. ونعتذر لمن لم يستطع الحصول على تذكر". وفي ذات السياق قررت السلطات القطرية بعد ما حصل من فوضى بسبب التذاكر وقف السماح بدخول الجماهير المغربية عبر مطار الدوحة، وهو ما جعل الخطوط الجوية الملكية "لارام" تلغي هذه الرحلات في أخر لحظة، لتجد الجماهير المغربية نفسها ممنوعة من السفر لحظة ولوجها مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث عمت حالة من الغضب والاحتجاج، في غياب مسؤولين من "لارام" لتقديم التوضيحات اللازمة". ومع توالي الاحداث خرج اللاعب الدولي السابق يوسف شيبو والمحلل بقنوات "بين سبورت" القطرية، معبراً عن غضبه م سلوك المسؤولين المغاربة/ وعن احتجاجه على الطريقة التي تم بها تدبير توافد الجماهير المغربية إلى قطر وكذلك أزمة التذاكر في مباريات المغرب، محملاً المسؤولية إلى المسؤولين المغاربة. وقال شيبو إن ما حدث من فوضى جعله يشعر بالخجل، متسائلاً: "باغين تنظموا كأس العالم وما قدرتو تفرقوا تذاكر بشكل جيد؟".
وكشفت شركة الخطوط الملكية المغربية، اليوم الأربعاء، أن قرار إلغاء جميع الرحلات المبرمجة إلى الدوحة اتخذ من قبل السلطات القطرية. وأوضحت "لارام" بأنها ستعيد ثمن التذاكر التي تم اقتناؤها إلى زبائنها في أقرب الآجال، داعية الجمهور المغربي المعني بهذه الرحلات الجوية إلى عدم التوجه إلى المطار بعد إلغاء هذه الرحلات. ويتعلق الأمر، وفق بلاغ (لارام) بالرحلات التالية: AT9703/QR3003 AT9717/QR3007 AT9715/QR3015 AT9747/QR3067 AT9739/QR3069 AT9743/QR3093 AT9749/QR3099 وكانت الخطوط الملكية المغربية، قد بعثت رسائل إلى زبنائها لتخبرهم عن إلغاء الرحلات المقررة صوب الدوحة، وتوقف الجسر الجوي الذي كان من المنتظر أن يساهم في توجه الجماهير المغربية لتشجيع المنتخب الوطني خلال مباراة نصف نهائي كأس العالم بقطر اليوم الأربعاء. وأخبرت الخطوط الملكية ليلة أمس الثلاثاء/الأربعاء، مئات المغاربة من الحاصلين على تذاكر السفر عبر الخطوط الملكية المغربية، عن إلغاء الرحلات الجوية، في الوقت الذي أقبل آلاف المغاربة الراغبين في التوجه لدعم المنتخب الوطني إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء.