أثار تصريح عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، بخصوص ضرورة عمل المغاربة على “إعادة تربية بعض الذين يمسّون بالثوابت الوطنية”، أثناء لقاء في إيطاليا، زوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع خصومه السياسيون للركوب على الموجة من أجل توجيه الضربات إليه، كما أن العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروا أن الأمر “زلة لسان” لا تغتفر، وأنه حتى إدريس البصري لم يجرؤ على مخاطبة المغاربة بهذه الطريقة. بل وصل الأمر إلى المطالبة بمقاطعة الشركات التابعة له. “الأول” حاور عبد الله غازي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار من أجل تسليط الضوء على هذا الحادث، والكشف عن حقيقة ما وقع. 1- أثارت تصريحات عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار في لقاء نظم بمدينة ميلانو الإيطالية، حول ضرورة “إعادة تربية بعض المغاربة الذين يمسون بالثوابت الوطنية”، جاء فيها بالحرف، "ماشي فقط العدالة لي غادي تدير خدمتها.. لأن واحد سبّ. ولهذا، حتى المغاربة خصوهم يديروا خدمتهوم، الي ناقصاه التربية، خصنا نعاودوليه التربية ديالو"، موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي. ما تعليقك على الموضوع؟ * هذه الزوبعة أُرِيدَ لها بكل بساطة أن تحجب نجاحات الدينامية الإشعاعية لحزبنا وخاصة في ميلانو التي اجتمع فيها حول قيادة الحزب مايناهز ألف من مغاربة العالم؛ زوبعة تتوخى خلط الأوراق وتصفية حسابات معلومة!.. جُرِّبت أساليب أخرى لم يفلح أصحابها في تبخيس الزخم التعبوي الذي توفق عزيز أخنوش في تحقيقه لحزبه في ثلاث سنوات ولا شك أن المكائد ستستمر مادامت “آلة” أخنوش مستمرة في التعبئة والإستقطاب! بخصوص تأويل وتحوير كلام سي أخنوش، وهو تأويل مغرض يرتقي لجريمة التلفيق والكذب والإفتراء، لا يسعني إلا الجواب عنها بطرح جملة من الأسئلة التي يكفينا الجواب عنها لقراءة كلام السيد الرئيس القراءة الصائبة : أليست القيم – وعلى رأسها المواطنة والوطنية- مسؤولية جماعية و هل الحفاظ عليها موكول فقط للسلطة العمومية بما فيها القضاء؟..أليس هنالك دورٌ ما للمجتمع من خلال الأسرة والمدرسة ؟ ثم بالنسبة للثوابت الدينية والوطنية والسيادية، هل يستقيم الرهان فقط على المقاربة الزجرية الموكول أمرها للقضاء ؟..أليست المنظومة التربوية كلها معنية؟..أليس المجتمع بمجمله معنياً ؟..عودو إلى تسجيل ما قاله السيد عزيز أخنوش ولن تجدو غير ذلك، لم يفعل سوى الإحالة على هذا البعد بكل وضوح وجرأة وبدون أدنى لُبس وكفى ! تحديدا، دون أن يكون هذا على سبيل الحصر، فماهي أدوار المدرسة والأسرة و المجتمع بكافة مكوناته الأخرى كالأحزاب والمجتمع المدني مثلا، ما هي أدوارها تجاه وقائع مثل إحراق العلم الوطني نهاراً جهاراً والإستهداف الفج والوقح للمؤسسات التي يلزمنا الدستور بألا نخل الإحترام والتوقير الواجب لها؟ ..أليست التربية مؤسسة على قيم وكل اختلال في منظومتها يستلزم إعادة النظر وبالتالي يستقيم الحذيث عن إعادة التربية باعتبارها دعوة لفتح نقاش عمومي حول الحقل القيمي! أتحدى كل من يستحضر هذه الأبعاد أن يجد في كلمات سي أخنوش ما يتناقض مع الفهم المشترك والتمثل العام لكل عقلاء الوطن لقيم الوطنية المغربية.
2- ألا تعتقد أن اخنوش قدم خدمة كبيرة لخصومه السياسيين، بتصريحه هذا، وانه قد يكلفه سياسيا الشيء الكثير؟ * لا يستقيم استحضار مقياس الربح والخسارة سياسياً حين يتعلق الأمر بالوطن!..الوطن ليس بكازينو !!! سي أخنوش لم يختر اللعب على الحبال وازدواجية الخطاب؛ كما عادته إزاء المواضيع المصيرية، لم يختر مسايرة المزاج الشعبوي ولا حتى الصمت عن قول الحقيقة و عن الحديث بلغة الضمير والمسؤولية. الخذلان وعلك الكلمات في هكذا مواضيع لم يكن أبداً من شيم الشجعان! وبالتالي، فالتكلفة السياسية لا نستحضرها بهاجس انتخابوي كما لا تباع الأوطان بأزمنة بخسة، رهاننا أكثر استراتيجية وضمانه هو ذكاء المغاربة: المغاربة ليسوا بذلك الغباء الذي يعتقده البعض حتى يسهل تغليطهم بمجرد ترويج تأويلات مغرضة.
3- هناك من استغل هذا “الحادث” من أجل إطلاق دعوات لمقاطعة الشركات التابعة لأخنوش، كيف تنظر للأمر؟ * أخنوش لا يخشى في الله لومة لائم، حين يتعلق الأمر بالصدح بالكلمة الحق.. ولا عزاء للمتربصين و الملفقين و محترفي الإفتراء. أخنوش لو لم يكن همه وابتلائه هو الوطن ولاشيء غير الوطن لفضل الركون إلى الظل والإنزواء إلى حيث يطيب الإنزواء !.. أخنوش ورث شجاعة الوطنيين من والده حماد أولحاج الذي جاور الشجعان في معركة أيت عبدالله و كان رائداً في معارك الجهاد الأكبر السياسية والإقتصادية والتنموية! أما مثل هذه الدعوات، فهي من أسلحة الجبناء الذين تحركهم أحقاد وحسابات هم يعرفونها ويفضلون نقل المعارك السياسية الحقيقية إلى حقول أخرى بعدما استشعروا عجزهم عن مقارعة العرض السياسي للتجمع.