خلفت كلمة وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني السيد سعيد امزازي ردود فعل ايجابية لدى متتبعي الشان التربوي ببلادنا والتي بينت بالواضح عن قوته وثقته في التاسيس لمشروع تربوي تعليمي يعيد للمنظومة توهجها ، ونظرا لاهميتها نعيدها كاملة : نعم سيدي أعزك الله أتشرف، يا مولاي، بأن أقدم بين يديكم الكريمتين الحصيلة المرحلية لتنفيذ مجموعة من الأوراش التي تم الالتزام بها أمام جنابكم المنيف، أو التي حظيت بعنايتكم المولوية ورعايتكمالسامية، والتي تميزت بتسجيل تقدم ملموس في نسب تنفيذِها، ولاسيما الّتي تتعلق بدعم التّمدرس ومحاربة الفقر والهشاشة، وتنزيل البرنامج الوطني للتربية الدّامجة، ووضع نظام وطني للتوجيه المبكر. مولاي صاحب الجلالة؛ أستهل هذه الحصيلة بالبرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، حيث تم تسجيلمائة ألف و 672 طفل إضافي خلال السنة المنصرمة. وبهدف إرساء تعليم أولي ذي جودة، تم إصدار إطار منهاجي جديد وتفعيله من خلال تهييئ حقيبة تربوية وإطلاق برنامج لتكوين المربِيات. وفي إطار تنزيل ورش تعزيز الدعم الاجتماعي للتلاميذ، فقد تم، يا مولاي،الرفع من عدد المستفيدين من برنامج “تيسير“، الذي انتقل من 000 700 إلى 1 800 000 مستفيد. كما عرفت خدمات الإيواء والإطعام المدرسي، يامولاي، تطورا ملموسا يتمثل بالأساس في الرفع من القيمة اليومية لمنح الداخليات والمطاعم المدرسية ووضع برنامج لتجويد التغذية. وفيما يتعلق بخدمات النقل المدرسي، فقد سجل، يا مولاي، عدد المستفيدين ارتفاعا بنسبة %76 بحيث وصل إلى 000 270 مستفيد. أما فيما يخص مجال تطوير الخدمات الاجتماعية لفائدة الطّلبة والمتدربِين، فقد تم، يا مولاي، فتح ثمانية أحياء وملحقات وإقامات جامعية إضافية، وخمسة مطاعم جديدة.
وبالنسبة لقطاع التكوين المهني، فقد تم خلال هذه السنة فتح أربع داخليات ومطاعم.
أما فيما يتعلق بتوسيع شبكة المدارس الجماعاتية، فقد عملت الوزارة، يا مولاي، على إحداث تسعة وعشرين29مدرسة جماعاتية، شرعت تسعةمنها في استقبال التلاميذ بمناسبة هذا الدخول المدرسي على أن يتم فتح عشرين وحدة خلال هذا الموسم. وتعزيزا لشبكة مدارس الفرصة الثانية من الجيل الجديد، والتي تروم بالأساس إعادة التمدرس والتأهيل المهني لغير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة، سيعرف،يا مولاي،الموسم الدراسي الحالي فتح ثلاثينمدرسة على مستوى جميع أنحاء المملكة.
مولاي صاحب الجلالة؛ في سياق تنزيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة، الذي أعطت الوزارة انطلاقته تحت رعايتكم السامية، فقد تم العمل على إعداد الإطار المنهاجي لأقسام التربية الدامجة، وتكييف آليات التوجيه والمناهج الدراسية وكذا نظام الامتحانات لفائدة هذه الفئة، ودعم استفادتها من أنشطة الحياة المدرسية، بما فيها التربية البدنية والصحة المدرسية.
أما بالنسبة لإقرار نظام ناجعونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي، سيعرف هذا الموسم، يا مولاي، إطلاق آليات جديدة للتوجيه، تأخذ بعين الاعتبار قدرات وميولات المتعلم، وذلك بجعل التوجيه المدرسي والمهني والجامعي مكونا إلزاميا لمشروع المؤسسة. كما سيتمفي هذا الصدد، إقرار المشروع الشخصي للمتعلم بالابتدائي والثانوي، ومأسسة وظيفة “الأستاذ الرئيس”لمواكبة المتعلمين في مسارهم الدراسي، علاوة على إرساء تدريب إلزامي لاستكشاف الوسطالمهني بالمستوى الإعدادي، مع تخصيص فترات مكثفة للتداريب داخل المقاولات بالنسبة للتلاميذ الموجهين نحو المسارات المهنية، والرفع من عدد المستشارين في التوجيه التربوي، وتحسين جودة تكوينهم. وسيرتكز هذا النظام، يا مولاي، على بوابة وطنية للتوجيه وخلق جسور وممرات بين التعليم العام والتكوين المهني والتعليم العالي، وكذا وضع نظام وطني موحد ومندمج للتوجيه ما بعد البكالوريا.
و على صعيد آخر، ولتحسين قابلية تشغيل الشباب، سيتم، يا مولاي، ابتداء من الموسم المقبل، اعتماد هندسة بيداغوجية جديدة ولاسيما بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح، وذلك بإقرار نظام البكالوريوس « Bachelor »،
مع العمل على تعزيز وتشجيع حاملي البكالوريا على التوجيه نحو المسارات المهنية، للرفع من نسبة المسجلين بها، والحد من الولوج إلى التكوينات التقليدية التي لا تكاد توفر لخريجيها فرصا كبيرة للتشغيل.
ولتفعيل هذه المقتضيات، تم،يا مولاي، اتخاذ مجموعة من التدابير،نذكر منها على الخصوص، الرفع من الطاقة الاستيعابية في المسارات المهنية، مع الزيادة في عدد ممنوحي التكوين المهني، وتنويع العرض الجامعي وملاءمته مع متطلّبات سوق الشغل، عبر فتح أزيد من مئة مسلك جديد ممهنن برسم الدخول الجامعي الحالي، وإحداث وتوسيع أزيد منخمسين مؤسسة جامعيةومركز للتكوين المهني من نوع جديد، تستجيب لحاجيات مختلف القطاعات الاقتصادية.
وفي نفس السياق، وفي إطار تنمية الرياضة المدرسيةوالجامعية، والعمل على الاكتشاف المبكر للمواهب وصقلها، فقد عملت الوزارة بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، على إطلاق مسارات تخصص “رياضة ودراسة” في عدد من المؤسسات الثانوية والجامعية على الصعيد الوطنيخلال الموسم الحالي.
مولاي صاحب الجلالة؛ فيما يخص تحسين التحكم في اللغات الأجنبية وتنمية المهارات الحياتية والذاتية للمتعلم، تم تعزيز إدماج اللغة الفرنسية بالمستويات الأولية وتنقيح وتطوير محتوى الكتاب المدرسي. كما تم العمل على تعزيز تدريس اللغة الإنجليزية بالإعدادي، في أفق تعميمِها على جميع مستويات هذا السلك ابتداء من الدخول الدراسي 2023 على أن تدمج تدريجيا بالسلك الابتدائي. وشرعت الوزارة كذلك في إطلاق برنامج يرمي إلى الرفع من قدرات المدرسين في اللغات الأجنبية.
ومن جهة أخرى، وفي إطار اعتماد اللغات الأجنبية لتدريس بعض المواد ولاسيما العلمية والتقنية منها، فقد تم،يا مولاي، تسجيل تطور ملحوظ في عدد التلاميذ بالمسار الدولي بسلكي الإعدادي والتأهيلي.
وفي ذات السياق، وعلى مستوى التعليم العالي، فقد تم تعميم مراكز اللغات في كل الجامعات العمومية، وسنعمل على تعزيز وحدات اللغات الأجنبية والمهارات الحياتية والذاتية للطالب في النظامِ البيداغوجي الجديد. مولاي صاحب الجلالة؛ بهدف تحسين جودة التكوين بمؤسسات التكوين المهني والتعليم العالي الخاص، وتمكين خريجيهما من الإسهام في الرفع من تنافسية المقاولة المغربية، فإن الوزارة بصدد العمل على تأهيل وتنمية القطاع الخاص للتكوين المهني والتعليم العالي، وذلك من خلال جعل الحصول على الاعتماد أو الاعتراف من طرف الدولة إجباريا بالنسبة للمؤسسات التابعة له. وكمرحلة انتقالية، سيتم، يا مولاي، إلزام مؤسسات التكوين المهني الخاص،الغير معتمدة، بتقديم متدربِيها للإمتحانات المنظمة منطرف مؤسسات القطاع العام. مولاي صاحب الجلالة؛ كانت تلكم،حصيلة سنة من الإنجاز، نعتبرها مرحلة محفزة لتنفيذ توجيهاتكم السامية، الرامية لدعم برامج الحماية الاجتماعية، والنهوض بتشغيل الشباب، آملين أن يكلل الله عملنا بالتوفيق والسداد، في تنفيذ رؤيتكم المتنورة، وسعيكم المولوي، لتجديد النموذج التنموي لوطننا الحبيب.
وهي حصيلة، سيتم تعزيزها من جهة، بتنزيل مقتضيات القانون- الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي أعطيتم الأمر، يامولاي، بتنفيذه في التاسع من شهر غشت المنصرم، ومن جهة أخرى، بتفعيل خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني، عبر إحداث مدن المهن والكفاءات، التي من شأنها تحسين قابلية تشغيل الشباب واندماجه في سوق الشغل. وفقنا الله في تنفيذ توجيهاتكم وتعليماتكم السّامية لما فيه خيربلدنا العزيز. الله يبارك في عمر سيدي