لازالت أحلام العديد من المرضى الذين يقبعون في لائحة الانتظار أو لائحة الموت كما يسميها البعض موقوفة التنفيذ ومرصودة الى أجل غير مسمى بل تأبى أن تتحقق ليخرجوا من زنزانة العذاب الى براح الرحمة والولوج الى مركز تصفية الدم الوحيد بتراب الرحامنة ,انهم أناس حكم عليهم القدر بأن ترتبط حياتهم بآلة تضخ في شرايينهم دماء مصفاة وتشحنها بشحنات من الأمل لعلها تقوي من تمسكهم بحبال الحياة ,انهم مرضى استأنفوا قرار الموت الذي صدر في حقهم بعد اصابتهم بمرض قاتل يهد الجبابرة هدا ,فبمجرد الاطلاع الى أحد وجوه هؤلاء المرضى ترى لونا قاتما وعلامات اليأس والحزن ونفسية محطمة أتعبها ألم المرض في مشهد يدمي القلب ويشعل رأس الصبي شيبا, فرغم الاختلاف في الاسماء والأعمار الا انهم شركاء في الحلم الذي يعيشون كلهم من أجله هو الاستفادة من حصص التصفية داخل مركز ابن جرير, هذا الحلم الذي أوشك قبل أيام أن يتحقق لولى دخول أحد موانع الرحمة على الخط لينسفه دون شفقة او رحمة اتجاه تلك الفئة المعنية بذلك الحلم, حيث أن جمعية الرحامنة للعناية بمرضى القصور الكلوي وفي مبادرة انسانية أولا و تحقيقا لأهدافها التي تأسست من أجلها ثانيا وهو القضاء على لائحة الانتظار تقدمت الاخيرة باقتراح لإيقاف معاناة المرضى المسجلين بها يقضي بإضافة آلتين لتصفية الدم بل تعهدت بالتكفل المادي لتحقيق ذلك , الا أن الطبيبة المسؤولة عن المركز رفضت المقترح جملة وتفصيلا بل نسفت هاته المبادرة الانسانية لأسباب يعلمها الله , والظاهر في الامر أن السبب وراء ذلك هو ان الطبيبة المذكورة لا تشتغل سوى يومان في الاسبوع و اضافة أي آلة بالمركز سيرفع من عدد المرضى المستفيدين من العلاج داخل المركز الامر الذي قد يلزمها مستقبلا الاشتغال أكثر من يومين في الاسبوع كما سيبعثر حساباتها في التنقل من العاصمة الاقتصادية الى اقليم الرحامنة وهذا لم تتعود عليه منذ تعيينها بالإقليم قبل سنوات. والغريب في الامر أن المسؤولة عن القطاع يرى ذلك بأم عينها ولا يتحرك لها جفن او يهتز له ركن للتصدي لمثل هاته الظواهر السلبية التي تؤثر على صورة الطبيب أكثر من تأثيرها على مصلحة المريض .